الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد رآه نـزلة أخرى [13]

                                                                                                                                                                                                                                        أحسن ما قيل فيه وأصحه أن الضمير يعود على شديد القوى ، كما حدثنا الحسن بن غليب قال : حدثنا محمد بن سوار الكوفي قال : حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن مسروق قال : قالت عائشة رضي الله عنها : ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله جل وعز الفرية : من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله ( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) . ومن زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من أمر [ ص: 270 ] الوحي فقد أعظم على الله الفرية والله جل وعز يقول : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنـزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) ، ومن زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله جل وعز الفرية والله جل ثناؤه يقول ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) والله يقول ( لا تدركه الأبصار ) قلت : يا أم المؤمنين ألم يقل : ( ولقد رآه نـزلة أخرى ) ( ولقد رآه بالأفق المبين ) قالت : أنا سألت عن ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : "رأيت جبرائيل صلى الله عليه وسلم نزل سادا الأفق على خلقه وهيبته أو خلقه وصورته ، وقال الفراء "نزلة أخرى" مرة أخرى . قال أبو جعفر : "نزلة" مصدر في موضع الحال ، كما تقول : جاء فلان مشيا أي ماشيا ، والتقدير ولقد رآه نازلا نزلة أخرى أي في نزوله

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية