الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ قلنا للملائكة [ 34 ]

                                                                                                                                                                                                                                        خفض باللام الزائدة ( اسجدوا ) أمر فلذلك حذفت منه النون وضممت الهمزة إذا ابتدأتها لأنه من يسجد . وروي عن أبي جعفر أنه قرأ ( للملائكة اسجدوا ) وهذا لحن لا يجوز . وأحسن ما قيل فيه : ما روي عن محمد بن يزيد قال : أحسب أن أبا جعفر كان يخفض ثم يشم الضمة ليدل على أن الابتداء بالضم ، كما يقرأ ( وغيض الماء ) فيشير إلى الضمة ليدل على أنه لما لم يسم فاعله لآدم في موضع خفض باللام ، إلا أنه لا ينصرف فسجدوا إلا إبليس نصب على الاستثناء لا يجوز غيره عند البصريين ؛ لأنه موجب ، وأجاز الكوفيون الرفع . وإبليس اسم أعجمي فلذلك لم ينون ، وزعم أبو عبيدة أنه عربي مشتق من أبلس ، إلا أنه [ ص: 213 ] لم ينصرف لأنه لا نظير له . أبى واستكبر أبى يأبى إباءا ، وهذا حرف نادر جاء على فعل يفعل ليس فيه حرف من حروف الحلق . قال أبو إسحاق : سمعت إسماعيل بن إسحاق يقول : القول فيه عندي أن الألف مضارعة لحروف الحلق . قال أبو جعفر : ولا أعلم أن أبا إسحاق روى عن إسماعيل نحوا غير هذا الحرف . وكان من الكافرين خفض بمن ، وفتحت النون لالتقاء الساكنين .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية