الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ؛ هؤلاء قوم كان المشركون يعذبونهم على اعتقادهم الإيمان؛ منهم صهيب ؛ وبلال ؛ وذلك أن صهيبا قال لأهل مكة : أنا رجل كبير؛ إن كنت معكم لم أنفعكم؛ وإن كنت عليكم لم أضركم؛ خذوا مالي ودعوني؛ فأعطاهم ماله وهاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال له أبو بكر الصديق : "ربح البيع يا صهيب" .

                                                                                                                                                                                                                                        وقال عمر: "نعم الرجل صهيب لو لم يخف الله لم يعصه" ؛ تأويله: لو أنه أمن [ ص: 200 ] عذابه وعقابه لما ترك الطاعة؛ ولا جنح إلى المعصية لأمنه العذاب.

                                                                                                                                                                                                                                        ومعنى لنبوئنهم في الدنيا حسنة ؛ أي: لأنهم صاروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ودخلوا في الإسلام؛ وسمعوا ثناء الله عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية