الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ؛ يعنى به الأرض؛ لأن الله - عز وجل - خلق آدم من تراب؛ وجرى الإضمار على قوله: الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: تارة أخرى ؛ [ ص: 360 ] متعلق بقوله: "ومنها نخرجكم"؛ لأن المعنى كمعنى الأول؛ لأن معنى "ومنها نخرجكم"؛ بمنزلة "منها خلقناكم"؛ فكأنه قال - والله أعلم -: "ومنها نخلقكم تارة أخرى"؛ لأن إخراجهم؛ وهم تراب؛ بمنزلة خلق آدم من تراب.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: "مكانا سوى"؛ وتقرأ: "سوى"؛ بالضم؛ ومعناه: منصفا؛ أي: "مكانا يكون النصف فيما بيننا وبينك"؛ وقد جاء في اللغة: "سواء"؛ في هذا المعنى؛ تقول: "هذا مكان سواء"؛ أي: متوسط بين المكانين؛ ولكن لم يقرأ إلا بالقصر: "سوى"؛ و"سوى".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية