الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ؛ إذا قلت: " يكن " ؛ فالاختيار نصب " آية " ؛ ويكون " أن يعلمه " ؛ اسم " كان " ؛ ويكون " آية " ؛ خبر " كان " ؛ المعنى: " أولم يكن علم علماء بني إسرائيل أن النبي - عليه السلام - حق وأن نبوته حق آية؟! " ; أي: علامة موضحة؛ لأن العلماء الذين آمنوا من بني إسرائيل وجدوا ذكر النبي - عليه السلام - مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل؛ كما قال الله - عز وجل -؛ ومن قرأ: " أولم تكن لهم آية " ؛ بالتاء؛ جعل " آية " ؛ هي الاسم؛ و " أن يعلمه " ؛ خبر " يكن " ؛ ويجوز أيضا: " أولم تكن لهم آية " ؛ بالتاء؛ ونصب " آية " ؛ كما قال - عز وجل -: ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا ؛ ومثله قول لبيد:


                                                                                                                                                                                                                                        فمضى وقدمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت إقدامها



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 102 ] فنصب " عادة " ؛ وقد أنث " كانت " ؛ وهي للإقدام؛ لأن الاسم والخبر في " كان " ؛ لشيء واحد؛ وقد جاور الفعل لفظ التأنيث.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية