الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها ؛ جاء في التفسير أنه دخلها وقت القائلة؛ وهو انتصاف النهار؛ وقوله: هذا من شيعته وهذا من عدوه ؛ هذا موضع فيه لطف؛ وذلك أنه قيل في الغائب " هذا " ؛ والمعنى: " وجد فيها رجلين؛ أحدهما من شيعته؛ وأحدهما من عدوه " ؛ وقيل فيهما: " هذا " ؛ و " هذا " ؛ على جهة الحكاية للحضرة؛ أي: " فوجد فيها رجلين إذا نظر إليهما الناظر قال: هذا من شيعته؛ وهذا من عدوه " ؛ فاستغاثه الذي من شيعته ؛ أي: استنصره؛ والذي من شيعته من بني إسرائيل؛ والذي من عدوه من أصحاب فرعون؛ وجاء في التفسير أن فرعون كان رجلا من أهل " إصطخر " ؛ ويقال: إن الرجل الذي هو من عدوه رجل من القبط؛ وقيل أيضا: من أهل " إصطخر " . [ ص: 137 ] فوكزه موسى فقضى عليه ؛ أي: فقتله؛ و " الوكز " : أن تضرب بجمع كفك؛ وقد قيل: وكزه بالعصا؛ وقوله: قال هذا من عمل الشيطان ؛ يدل أن قتله إياه كان خطأ؛ وأنه لم يكن أمر " موسى " ؛ بقتل؛ ولا قتال؛ قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية