الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ؛ قالوا: آمنا؛ في الوقت الذي قال الله - جل وعلا - فيه: لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ؛ و " التناوش " : التناول؛ أي: فكيف [ ص: 259 ] لهم أن يتناولوا ما كان مبذولا لهم؛ وكان قريبا منهم؟! فكيف يتناولونه حين بعد عنهم؟! ومن همز فقال: " التناؤش " ؛ فلأن واو " التناؤش " ؛ مضمومة؛ وكل واو مضمومة ضمتها لازمة؛ إن شئت أبدلت منها همزة؛ وإن شئت لم تبدل؛ نحو قولك: " أدور " ؛ و " تقاوم " ؛ وإن شئت قلت: " أدؤر " ؛ و " تقاؤم " ؛ فهمزت؛ ويجوز أن يكون " التناؤش " ؛ من " النئيش " ؛ وهي الحركة في إبطاء؛ فالمعنى: " من أين لهم أن يتحركوا فيما لا حيلة لهم فيه؟! " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية