الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل ؛ ويقرأ: " سالما " ؛ و " سلما " ؛ فـ " سالما " ؛ على معنى اسم الفاعل؛ " سلم؛ فهو سالم " .

                                                                                                                                                                                                                                        و " سلم " ؛ و " سلم " ؛ مصدران وصف بهما على معنى " ورجلا ذا سلم " ؛ ومثله مما جاء [ ص: 353 ] من المصادر " فعلا " ؛ و " فعلا " ؛ قولهم: " ربحت ربحا؛ وربحا " ؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        إذا الحسناء لم ترحض يديها ... ولم يقصر لها بصر بستر




                                                                                                                                                                                                                                        قروا أضيافهم ربحا ببح ...     يعيش بفضلهن المش سمر



                                                                                                                                                                                                                                        أي: قروا أضيافهم بذبح القداح التي يضربون بها في الميسر؛ وتفسير هذا المثل أنه ضرب لمن وحد الله؛ ولمن جعل له شريكا؛ فالذي وحد الله مثله مثل السالم لرجل؛ لا يشركه فيه غيره؛ ومثل الذي عبد غير الله مثل صاحب الشركاء المتشاكسين؛ و " الشركاء المتشاكسون " : المختلفون العسيرون؛ الذين لا يتفقون. وقوله: هل يستويان مثلا ؛ أي: هل يستوي مثل الموحد ومثل المشرك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية