الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ؛ كأنه وصفهم بتمام الصور؛ وحسن الإبانة؛ ثم أعلم أنهم في تركهم التفهم والاستبصار؛ بمنزلة الخشب؛ فقال: كأنهم خشب مسندة ؛ ويقرأ: "خشب مسندة"؛ بإسكان الشين؛ فمن قرأ بإسكان الشين فهو بمنزلة "بدنة"؛ و"بدن"؛ ومن قال: "خشب"؛ بضم الشين؛ فهو بمنزلة "ثمرة"؛ و"ثمر"؛ ويجوز: "خشب مسندة"؛ فلا تقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية؛ و"خشبة"؛ و"خشب"؛ مثل "شجرة"؛ و"شجر"؛ وقوله: يحسبون كل صيحة عليهم ؛ وصفهم الله (تعالى) بالجبن؛ ويكون أمر كل من خاطب النبي - عليه السلام - فإنما يخاطبه في أمرهم بكشف نفاقهم؛ وقوله: هم العدو فاحذرهم ؛ أي: هم العدو الأدنى؛ فاحذرهم لأنهم كانوا أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويظهرون أنهم معه؛ وقوله - عز وجل -: قاتلهم الله أنى يؤفكون ؛ ومعنى " أنى يؤفكون " : من أين يصرفون عن الحق إلى الباطل؟!

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية