الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ؛ أي: قد مضت من قبله الرسل؛ المعنى: إنه يموت كما ماتت الرسل قبله؛ أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ؛ أي: ارتددتم عن دينكم؛ وروي أن بعض من كان في يوم " أحد " ؛ ارتد؛ [ ص: 474 ] وبعضهم مضى مسافة ثلاثة أيام؛ فأعلم الله - جل وعز - أن الرسل ليست باقية في أممها أبدا؛ وأنه يجب التمسك بما أتت به؛ وإن فقد الرسول بموت؛ أو قتل؛ وألف الاستفهام دخلت على حرف الشرط؛ ومعناها الدخول على الجزاء؛ المعنى: أتنقلبون على أعقابكم إن مات محمد؛ أو قتل؟ لأن الشرط والجزاء معلق أحدهما بالآخر؛ فدخلت ألف الاستفهام على الشرط؛ وأنبأت عن معنى الدخول على الجزاء؛ كما أنك إذا قلت: " هل زيد قائم؟ " ؛ فإنما تستفهم عن قيامه؛ لا من هو؛ وكذلك قولك: " ما زيد قائما " ؛ إنما نفيت القيام؛ ولم تنف زيدا؛ لكنك أدخلت " ما " ؛ على " زيد " ؛ لتعلم من الذي نفي عنه القيام؛ وكذلك قوله - عز وجل - أفإن مت فهم الخالدون

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية