الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 481 ] وقوله - جل وعز -: إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان ؛ هذا خطاب للمؤمنين خاصة؛ إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ؛ أي: لم يتولوا في قتالهم على جهة المعاندة؛ ولا على الفرار من الزحف؛ رغبة في الدنيا خاصة؛ وإنما أذكرهم الشيطان خطايا كانت لهم؛ فكرهوا لقاء الله؛ إلا على حال يرضونها؛ فلذلك عفا عنهم؛ وإلا فأمر الفرار والتولي في الجهاد إذا كانت العدة أقل من المثلين؛ أو كانت العدة مثلين؛ فالفرار أمر عظيم؛ قال الله - عز وجل -: ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ؛ وهذا يدل أن أمر الوعيد لأهل الصلاة أمر ثابت؛ وأن التولي في الزحف من أعظم الكبائر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية