الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أعلم الله - جل ثناؤه - أنه قد أعطاه من كل شيء يحتاج من أمر الدين؛ مع ما أراه من الآيات؛ فقال - جل وعز - : وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ؛ وقيل في التفسير : إنهما كانا لوحين؛ ويجوز في اللغة أن يقال للوحين : " ألواح " ؛ ويجوز أن يكون " ألواح " ؛ جمع أكثر من اثنين؛ وقوله : فخذها بقوة ؛ أي : خذها بقوة في دينك؛ وحجتك؛ وقوله : وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ؛ في هذا وجهان؛ وهو نحو قوله : الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ؛ ونحو قوله : واتبعوا أحسن ما أنـزل إليكم من ربكم ؛ فيحتمل وجهين؛ أحدهما أنهم أمروا بالخير؛ ونهوا عن الشر؛ وعرفوا ما لهم في ذلك؛ فقيل : " وأمر قومك يأخذوا بأحسنها " ؛ ويجوز أن يكون نحو ما أمرنا به من الانتصار بعد الظلم؛ ونحو القصاص في الجروح؛ إذ قال : ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ؛ ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ؛ فهذا كله حسن؛ والعفو أحسن من القصاص؛ والصبر أحسن من الانتصار.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية