الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ؛ أي : فتركهم العدة دليل على إرادتهم التخفف؛ ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ؛ و " التثبيط " : ردك الإنسان عن الشيء يفعله؛ أي : كره الله أن يخرجوا معكم؛ فردهم عن الخروج؛ ثم أعلم - عز وجل - لم كره ذلك؛ فقال : لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ؛ [ ص: 451 ] و " الخبال " : الفساد؛ وذهاب الشيء؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        أبني لبينى لستما بيد ... إلا يدا مخبولة العضد



                                                                                                                                                                                                                                        أي : فاسدة العضد؛ ولأوضعوا خلالكم ؛ يقال : " أوضعت في السير " ؛ إذا أسرعت " ؛ " ولأسرعوا فيما يخل بكم " ؛ يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ؛ أي : " فيكم من يسمع ويؤدي إليهم ما يريدون " ؛ وجائز أن يكون " سماعون لهم " ؛ من يقبل منهم؛ وفي المصحف مكتوب " ولأوضعوا " ؛ " ولأ اوضعوا " ؛ ومثله في القرآن : " أو لأ اذبحنه " ؛ بزيادة ألف أيضا؛ وهذا إنما حقه على اللفظ : " ولأوضعوا " ؛ ولكن الفتحة كانت تكتب قبل " العربي " ؛ ألفا؛ والكتاب ابتدئ به في " العربي " ؛ بقرب نزول القرآن؛ فوقع فيه زيادات في أمكنة؛ وإتباع الشيء بنقص عن الحروف؛ فكتبت " ولا أوضعوا " ؛ بلام وألف؛ بدلا من الفتحة؛ وبهمزة؛ فهذا مجاز ما وقع من هذا النحو في الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية