الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      والحذف في التنزيل في بياتا وفي تشاقون وفي رفاتا


      وفي تخاطبني وفي دراهم     وفي استقاموا باخع وعاصم

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف الألفاظ الثمانية المذكورة في البيتين وهي: "بياتا"، و: "تشاقون"، و: "رفاتا"، و: "تخاطبني"، و: "دراهم"، و: "استقاموا"، و: "باخع"، و: "عاصم".

      أما "بياتا" ففي صدر "الأعراف": فجاءها بأسنا بياتا ، وهو أول محذوف في الترجمة مما لم يتقدم، وقد تعدد فيها وفي "يونس".

      وأما "تشاقون" ففي النحل: أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم .

      وأما رفاتا ففي "الإسراء": وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا ، في موضعين.

      وأما "تخاطبني"، ففي "هود": ولا تخاطبني في الذين ظلموا ، ومثله في قد "أفلح".

      وأما "دراهم" ففي "يوسف": وشروه بثمن بخس دراهم .

      وأما "استقاموا" ففي "التوبة": فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ، وهو متعدد.

      وأما "باخع" ففي "الكهف": فلعلك باخع نفسك ، ومثله في الشعراء.

      وأما "عاصم"، ففي "يونس": ما لهم من الله من عاصم .

      وفي "هود": لا عاصم اليوم من أمر الله .

      وفي "غافر": ما لكم من الله من عاصم .

      والعمل عندنا على الحذف في الألفاظ السبعة التي قبل عاصم حيث وقعت، وأما: "عاصم"، فظاهر كلام الناظم أن ألفه محذوفة من غير خلاف لأبي داود مطلقا، وليس كذلك؛ إذ قد قال في "التنزيل" في سورة "يونس": "عاصم" رسمه الغازي بن قيس في كتابه بغير ألف، ولم أروه عن غيره ولا أمنع من الألف وهو اختياري.

      وبإثبات ألف: "عاصم"، في "يونس"، وحذفها في "هود"، و: "غافر" جرى عملنا. وقول الناظم " وفي تشاقون"، فيه الجمع بين ساكنين كما تقدم في تحاجوني.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية