الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      وعن أبي داود أدبارهم ثم بغير الرعد أعناقهم


      والمنصف الأدبار فيه مطلقا     وفيه أعناقهم قد أطلقا

      أخبر عن البيت الأول عن أبي داود بحذف ألف: "أدبارهم"، المضاف إلى ضمير [ ص: 107 ] الغائبين، كيفما تحركت راؤه، وألف: "أعناقهم"، المضاف إلى ضمير الغائبين أيضا الواقع في غير: "الرعد".

      ثم أخبر في البيت الثاني عن صاحب: "المنصف"، بحذف ألف: "الأدبار"، مطلقا. وأعناقهم، المضاف إلى ضمير الغائبين مطلقا أي: من غير تقييد لهما بما تقدم لأبي داود.

      أما "أدبارهم" المقيد لأبي داود بالإضافة إلى ضمير الغائبين ففي "الأنفال": يضربون وجوههم وأدبارهم وهو متعدد، واحترز بقيد المجاور لضمير الغائبين عن الخالي عنه نحو: ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار في الأحزاب، ولئن نصروهم ليولن الأدبار في الحشر ، وأما: ولا ترتدوا على أدباركم ، في "العقود"، فخارج عن الترجمة، وكان حق الناظم أن يذكر لأبي داود: "الأدبار"، الواقع في: "الأحزاب"، و: "الحشر"; لأنه نص في "التنزيل" على حذف ألفهما.

      وأما " أعناقهم"، المقيد لأبي داود بغير "الرعد" ففي الشعراء: فظلت أعناقهم لها خاضعين وهو متعدد، واحترز بقيد المجاور للضمير عن الخالي عنه نحو: فاضربوا فوق الأعناق ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق ، وبقيد غير الرعد من الواقع فيها، وهو: وأولئك الأغلال في أعناقهم .

      وأما "الأدبار" المطلق بالحذف لصاحب: "المنصف"، فيشمل ما تقدم من الأمثلة المحترز عنها وغيرها ويشمل: وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ، في آل عمران و: فنردها على أدبارها بالنساء: ولا ترتدوا على أدباركم في المائدة.

      وأما "أعناقهم" المطلق لصاحب: "المنصف"، بالحذف أيضا، فيشمل الواقع في: "الرعد"، وغيره مما هو مضاف إلى ضمير الغائبين، والعمل عندنا على الحذف في: "الأدبار" حيث وقع في القرآن سواء كان مقترنا بأل أم مضافا، وعلى الحذف في: "أعناقهم" حيث وقع بقيد إضافته إلى ضمير الغائبين.

      وأما: "الأعناق"، بأل فالعمل على إثباته.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية