الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ........... ........... وبنص صاد


      وظلة ليكه وفي بقادر     في الأولين الحذف مع تصاعر

      أخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بحذف ألفي: ليكه في سورة: "ص"، وفي سورة "الظلة"، وهي سورة الشعراء، وألف: "بقادر"، في الموضعين الأولين، وألف: تصاعر.

      أما ليكه في: "صاد" و: "الشعراء" فهما: "وأصحاب ليكة أولئك الأحزاب"، "كذب أصحاب ليكة المرسلين".

      قال أبو عمرو: كتبوا في كل المصاحف: "أصحاب ليكة" في: الشعراء، وفي: "صاد"، بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها، وفي: "الحجر"، و: "ق": "الأيكة"، اه، وقريب منه لأبي داود، وقد قرأه نافع والمكي والشامي في الموضعين: "ليكة" بوزن ليلة غير منصرف والباقون "الأيكة" بإدخال أل على "أيكة" مكسورة التاء كالذين في: [ ص: 125 ] "الحجر" و: "ق"، وهما المحترز عنهما بقيد السورتين، وقرئ شاذا بفتح اللام وكسر التاء منصرفا، وليكة اسم للقرية، والأيكة البلاد كلها كما في بعض التفاسير، وما ذكره الناظم من حذف ألفي: "ليكة" من الرسم في السورتين لا يظهر لنافع؛ إذ لا حذف على قراءته. "نعم" يظهر على قراءة من قرأ: "الأيكة": بأل لكن الناظم بصدد بيان الرسم على قراءة نافع فقط، ويمكن أن يجاب عنه بأن الإمام نافعا لما التزم في قراءته موافقة المصحف صار كأن المصحف هو المستند، والمتبوع عنده في القراءة بحذف الألفين، وإن كان قد روي ذلك أيضا.

      وأما كلمة: "بقادر" في الموضعين الأولين ففي: "يس": أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم ، وفي "الأحقاف": أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى ، وقد قرئ خارج السبع: "يقدر" بياء مفتوحة، وإسكان القاف بلا ألف، وبضم الراء في الموضعين مضارع قدر، كضرب، واحترز بقيد المجاور للباء عن الخالي منها نحو: إنه على رجعه لقادر فإن ألفه ثابتة، وبقيد الأولين عن الثالث وهو في القيامة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى .

      وأما "تصاعر"، ففي "لقمان": "ولا تصاعر خدك للناس"، وقد قرأه "المكي" و: "الشامي" و: "عاصم" بتشديد العين من غير ألف، وسنذكر في شرح البيت بعد ما به العمل في: "بقادر".

      "تنبيه": مما يناسب كلمة: "ليكة" هنا كلمة "الأولى" من قوله تعالى: في "النجم" "عاد الأولى"، ولم يتعرض لها الشيخان، وقد نقل المهدوي عن بعض القراء أنها مكتوبة في مصحف أبي وابن مسعود فيما روي، "عاد الولى" بألف واحد بعد الدال فلام قال: وتلك الألف ألف التنوين; لأنها لم تحذف في غير هذا الموضع، اه.

      وظاهر كلام بعضهم أنها مكتوبة بألف واحد في جميع المصاحف، والعمل عندنا على رسمها بألف بعد ألف التنوين فلام ألف هكذا: عادا الأولى ، والباء في قوله: "بنص" بمعنى "في"، ومعنى النص هنا الكلمة: و: "بنص" خبر مقدم، وظلة عطف على "صاد"، و: "ليكة"، بدل من "نص"، وسكنه لما تقدم، وقوله: و: "في بقادر"، على حذف مضاف معطوف على "بنص صاد"، والحذف مبتدأ مؤخر، فقوله: "وبنص صاد" إلخ... كلام مستأنف، وليس معطوفا [ ص: 126 ] على ما قبله حتى يدخل في حيز ما فيه الخلاف، وسبك الكلام: الحذف ثابت في كلمة: "ص"، و: "الشعراء" التي هي "ليكة"، وفي لفظي "بقادر" الأولين حال كون تلك الكلمات مصاحبة: "لتصاعر" في الحذف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية