الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      كذا حرام الأنبياء عنهما وهل يجازي ومهادا حيثما


      ولم يجئ مهادا اعني الأولا     لابن نجاح إذ سواه نقلا

      أخبر عن الشيخين بحذف ألف: "حرام". الواقع في "الأنبياء"، وألف: "وهل يجازي"، و: "مهادا". المنصوب حيثما وقع إلا أن أبا داود لم يذكر الأول من لفظ: "مهادا".

      أما "حرام" الأنبياء ففيها: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ، وقد قرأه حمزة والكسائي وشعبة بكسر الحاء، وإسكان الراء بلا ألف، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء فإن ألفه ثابتة.

      وأما: "وهل يجازي" ففي "سبأ": "وهل يجازى إلا الكفور"، وقد قرأه حمزة والكسائي وحفص بنون مضمومة، وكسر الزاي بعدها ياء، واتفقت قراءة السبعة على إثبات الألف فيه، وقرئ شاذا بياء مضمومة وجيم ساكنة وزاي مفتوحة بعدها ألف، وزيادة الناظم: "هل" مع: "يجازي" للإيضاح؛ إذ لم يقع: "يجازي" إلا في الموضع المذكور.

      وأما "مهادا" ففي "طه": "الذي جعل لكم الأرض مهادا"، وهذا هو الأول الذي سكت عنه أبو داود، وفي: "الزخرف" [ ص: 127 ] مثله وفي: "النبأ": ألم نجعل الأرض مهادا . وقد قرأ الكوفيون الأولين: "مهدا"، بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف، واحترز بقيد التنوين مع النصب عن الخالي من ذلك القيد نحو: فبئس المهاد فإن ألفه ثابتة، والعمل عندنا على حذف ألف: "مهادا"، المنصوب حيثما وقع، وإذ من قوله: "إذ سواه" ظرف بمعنى حين خال عن التعليل معمول ل: "يجئ" وسواه معمول لنقل، وقال بعضهم: هكذا يجري على الألسنة والرواية، و: "سواه": بالواو. اه، وفاعل "نقل" ضمير يعود على ابن نجاح والألف المتصلة ب: "نقلا" ألف الإطلاق كألف الأولا.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية