الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وللجميع الحذف في الرحمن حيث أتى في جملة القرآن


      كذاك لا خلاف بين الأمه     في الحذف في اسم الله واللهمه


      لكثرة الدور والاستعمال     على لسان لافظ وتال

      وذكر في البيتين الأولين بعضا من مسائل الاتفاق المصدر به في الترجمة، فأخبر أن الحذف واقع في الرحمن؛ أي: في ألفه التي بعد الميم حيثما أتى في القرآن لجميع كتاب المصاحف. فدخل لفظ الرحمن الواقع في الفاتحة وغيرها، ولم يقع في القرآن الكريم إلى مع أل، وقد تقدم اندراج البسملة في الفاتحة فيدخل لفظ الرحمن الواقع فيها.

      ثم أخبر أنه لا خلاف في حذف الألف الواقعة بين اللام والهاء في اسم الله واللهم، وأما حذف الألف الواقعة بين اللامين من: لله، فسيأتي في قوله: وقبل تعريف وبعد لام... البيت.

      وقوله: بين الأمه، أي: الجماعة، المراد بهم كتاب المصاحف، واسم الإشارة في قوله: "كذلك" يعود على لفظ الرحمن، أي: اسم الله واللهم كلفظ الرحمن في الاتفاق على الحذف.

      ويدخل في قوله: اسم الله، أي: الاسم الذي هو الله ما في الفاتحة وسائر السور من اسم الله، ففي الفاتحة الحمد لله، وفي غيرها نحو: ختم الله.

      وأما: "اللهم" فنحو: "قل اللهم مالك الملك"، وإنما ذكر اللهم مع أنه هو لفظ الله زيدت عليه الميم دفعا لتوهم أنه لا يدخل في اسم الجلالة لزيادة الميم فيه.

      وهذا الحكم الذي ذكره في البيتين مطلق، فيشمل شيوخ النقل المتقدمين، على ما [ ص: 37 ] قررناه في اصطلاحه، ولفظ الرحمن متحد، وأما اسم الله فمنوع كما يقتضيه اصطلاحه المتقدم.

      ثم علل حذف الألف في هذه الكلمات الثلاث بكثرة دورها، أي: تكرارها، وكثرة استعمالها على لسان اللافظ، أي: الناطق بها في غير القرآن، وعلى لسان التالي لها في القرآن، ويلزم من ذلك كثرة كتبها، فحذف الألف فيها إنما هو في الحقيقة لكثرة كتبها اللازم لتعليل الناظم، وقد ذكر شيوخ النقل حذف الألف في هذه الكلمات، ولم يذكروا تعليل الناظم، فذكره إياه تبرع، والهاء في قوله: اللهمه هاء السكت، والظاهر أن عطف الاستعمال على الدور عطف تفسير.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية