الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      [ ص: 212 ] ثم قال:


      وابن نجاح قال عن بعض أثر تعسا بياء وهو غير مشتهر

      أخبر عن ابن نجاح، وهو أبو داود أنه قال: أثر، أي: روي عن بعض المصاحف أو الرواة الناقلين عنها أن: " تعسا" في القتال كتب بياء بدل ألف التنوين قال الناظم: وهو غير مشتهر، أي: والمشتهر هو رسمه بالألف، وهو الذي اختاره أبو داود، وبه العمل.

      "واعلم" أن "تعسا" من الأسماء المفتوحة المنونة، فألفه بدل من التنوين في الوقف وليست واحدا من الأقسام الأربعة التي تقدم أنها ترسم ياء، والأسماء المفتوحة المنونة قسمان: مقصور، وغير مقصور.

      فالقسم غير المقصور منها ما كان آخره صحيحا، وفتحته حركة إعراب نحو: "تعسا"، و: أمتا ، و: سدا بتشديد الدال، وقياس هذا القسم أن يكتب بالألف، وهي بدل من التنوين في الوقف.

      والقسم المقصور منها هو ما آخره ألف حذفت لالتقاء الساكنين بعد قلبها عن ياء أو واو، وجملة الوارد من هذا القسم في القرآن خمس عشرة كلمة، نظمها الشيخ ابن عاشر في قوله:

      مصلى أذى غزى عمى مفترى هدى     مسمى قرى مثوى فتى وضحى سدى


      مصفى سوى مولى فذي القصر عمها     سواها صحيح اللام إعرابه بدا

      ولم يذكر معها "ربى" مع أنه من هذا القسم، وقياس ما قلبت فيه الألف عن ياء أن يرسم بالياء، وإن كانت ألفه في الأصل واوا، كغزى جمع غاز من غزا يغزو، فقلبت الواو ياء في المفرد وهو غاز لتطرفها بعد كسرة.

      وأما ما قلبت فيه الألف عن واو فقياسه أن يرسم بالألف كضحى; لأنه من الضحوة و: ربا، لكن سينص الناظم على أن: ضحى من المستثنيات المرسومة بالياء وعلى أن: ربا مختلف في رسمه.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية