الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      فصل وقل بالوصل بئسما اشتروا وعن أبي عمرو في الأعراف رووا


      وخلفه لابن نجاح رسما     وعنهما كذاك في قل بئسما

      هذا هو الفصل الثاني من فصول هذا الباب، وقد ذكر فيه: "بئسما"، فأمر في صدر البيت الأول مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن يقال: بوصل كلمة: "بئس" بكلمة: "ما" المجاورة ل: "اشتروا"، وهي في "البقرة": بئسما اشتروا به أنفسهم ، ثم أخبر عن الشيوخ الذين أخذوا عن أبي عمرو "المقنع"، وأدوه بالوسائط إلى الناظم [ ص: 230 ] وغيره رووا فيه عن أبي عمرو الوصل في: "بئسما" في "الأعراف"، وهو: قال بئسما خلفتموني من بعدي ، وأن الخلاف في هذا الذي في "الأعراف". رسم، أي: قيد وذكر لابن نجاح؛ وهو أبو داود، وأن الخلاف بين المصاحف عن الشيخين في "بئسما" الواقع بعد "قل"، وهو: قل بئسما يأمركم به إيمانكم ، في "البقرة" أيضا، فتحصل من كلام الناظم أن مواضع وصل: "بئسما" وفاقا وخلافا ثلاثة: موضع متفق على وصله؛ وهو: بئسما اشتروا في "البقرة"، وموضعان مختلف فيهما وهما:

      - بئسما خلفتموني في "الأعراف".

      - و: قل بئسما يأمركم به إيمانكم ، في "البقرة" أيضا.

      والعمل فيها عندنا على الوصل، وفهم من تعيين الناظم هذه المواضع الثلاثة للوصل أن ما عداها مقطوع باتفاق، وهو ستة مواضع:

      - موضع في "البقرة"، وهو: ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون .

      - وموضع "بآل عمران"، وهو: فبئس ما يشترون .

      - وأربعة مواضع في "المائدة"، وهي: لبئس ما كانوا يفعلون و: لبئس ما كانوا يصنعون و: لبئس ما كانوا يفعلون و: لبئس ما قدمت لهم أنفسهم ، وقوله: رسما فعل ماض مبني للنائب وألفه للإطلاق.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية