الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      من غير شكلة لما تنزلا منزلها والبعض منهم أشكلا


      كأول وبعضهم في الطرف      ...............................

      تكلم هنا على حكم حركة الحرف المشدد على مذهب نقاط المدينة الذين يجعلون علامة الشد دالا، فذكر أن لهم في الحركة مع الدال ثلاثة أقوال: الأول: أن الدال يغني عنها، وإلى هذا القول أشار بقوله: "من غير شكلة" أي: من غير وضع علامة الحركة، واللام في قوله: "لما تنزلا" للتعليل، و: "ما" مصدرية أي: وإنما لم توضع الشكلة على هذا القول لتنزل الدال منزلتها; لأنه يوضع في موضعها كما تقدم، ففيه بيان للشد وللشكلة معا، وباختيار هذا القول صرح أبو داود .

      القول الثاني: أنه يجمع بين الشد والشكل تأكيدا في البيان، وإليه أشار بقوله: "والبعض منهم أشكلا كأول" أي: وضع البعض منهم الشكل مع الدال مطلقا كوضعه في الوجه الأول الذي هو الشد بالشين، وهذا القول رجحه بعض المتأخرين، ولم يتكلم الناظم ولا غيره من المتقدمين على محل الحركة من الشد على هذا القول، واستظهر أن يكون الشد [ ص: 264 ] هو الذي يلي الحرف من أي جهة كان قياسا على ما إذا كان الشد بالشين.

      القول الثالث بالتفصيل: وهو أن الحرف المشدد إن كان في آخر الكلمة جمع فيه بين الشد والشكل; لأن الأطراف محل التغيير فيطلب فيها البيان أكثر من غيرها، وإن كان الحرف المشدد أول الكلمة أو وسطها اكتفي فيه بالشد، وإلى هذا القول أشار بقوله: "وبعضهم في الطرف" أي: وبعضهم أشكل في الطرف دون الأول والوسط، قال الداني : وهو قول حسن. اه. وبقي في علامة التشديد وجوه أخرى لم يتعرض لها الناظم لضعفها، وترك العمل بها وإنكار الشيوخ لها،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية