الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ثم من المنقوص والصابونا ومثله الصابين مع طاغينا

      [ ص: 46 ]

      وفوق صاد قد أتت غاوينا     ومثله الحرفان من راعونا


      وعنه والداني في طاغونا     ثبت...........................

      أخبر عن أبي داود أنه حذف من الجمع المنقوص، وهو ما آخر مفرده ياء لازمة قبلها كسرة؛ نحو: "الصابون" "والصابين"، و: "طاغين"، "وغاوين" فوق صاد، أي: في الصافات، ومثل لفظ غاوين في الحذف عنه الحرفان، أي: الكلمتان: من "راعون".

      ثم أخبر عن الشيخين بإثبات ألف: "طاغون" أما: الصابون ففي المائدة: والصابئون والنصارى وأما الصابين ففي البقرة: والنصارى والصابئين وفي الحج: والصابئين والنصارى وأما طاغين ففي الصافات: بل كنتم قوما طاغين وفي القلم: إنا كنا طاغين وفي ص: هذا وإن للطاغين وأما غاوين فوق ص ففي آية: فأغويناكم إنا كنا غاوين واحترز بقيد السورة المعبر عنها بفوق صاد عن الواقع في غيرها: إلا من اتبعك من الغاوين في الحجر: وبرزت الجحيم للغاوين فكبكبوا فيها هم والغاوون ، والشعراء يتبعهم الغاوون الثلاثة في سورة الشعراء; لأن أبا داود سكت عن جميعها، ولم يذكر بالحذف إلا الذي في الصافات، والبواقي متقدمة عليه فلم تندرج.

      وأما كلمتا: راعون ففي: قد أفلح والمعارج: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون .

      وأما طاغون المثبت للشيخين ففي الذاريات والطور:هم قوم طاغون .

      وأفهم قول الناظم أن أبا داود حذف من المنقوص هذه الكلمات أنه لم يحذف جمعا منقوصا غيرها من الألفاظ التي ذكرناها محترزات، ومن الألفاظ التي لم نذكرها نحو: "الناهون، والعادون، وساهون، والعافين، والقالين، والعالين"، ولم يتعرض أبو داود لها تعيينا بحذف ولا إثبات.

      والعمل عندنا على ما نقله الناظم عن أبي داود من حذف: الصابون، والصابين، وطاغين، وغاوين بالصافات، وراعون في السورتين، وعلى إثبات ما لم يتعرض له أبو داود من ألفاظ الجمع المنقوص الثابت النون.

      وأما طاغون في السورتين، فلا توقف في العمل بإثباته لاتفاق الشيخين عليه.

      وقوله: والصابون معطوف بثم على خاطئون في البيت قبله ومن المنقوص حال من الصابون.

      وقوله: [ ص: 47 ] والداني بالجر عطف على الضمير المجرور بعن.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية