الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ومده إن كان ما يمد لأجل همز كائن من بعد

      أشار في هذا البيت إلى الحكم الثاني من الأحكام الأربعة، وهو بيان محل المد من لام ألف فقال: و: "مده" أي: ومد أول من لام ألف هو المعول عليه، فالضمير في قوله و: "مده" عائد على "أول" في قوله "وهمز أول هو المعول" و: "مد" مبتدأ خبره محذوف دل عليه ما قبله، والمعنى: إن جعل الطرف الأول من لام ألف محل المد في نحو: الأخلاء ، و: لا إله إلا هو هو المعول عليه، وهو مفرع على مذهب الخليل الذي هو المختار، وأما جعل الطرف الثاني محل المد، فهو خلاف المعول عليه، وهو مفرع على مذهب الأخفش، وأشار بقوله: "إن كان ما يمد" إلخ، إلى أن شرط وضع المد على المحل الذي يوضع فيه من لام ألف أن يكون الألف المعانق للام ممدودا لأجل همز بعده، كما في المثالين السابقين، فإن لم يمد المعانق مع تأخر الهمز نحو: ألا إلى الله في أحد الوجهين لقالون، فلا يوضع المد عليه، فإن كان الهمز قبل الألف المعانق نحو: لآتية ، فمن ذهب إلى مده لورش مدا مشبعا فإنه يوضع المد عليه في مذهبه، وكأن الناظم لم يعتبر هذا المذهب لضعفه عنده، ولهذا اقتصر على تأخر الهمز، والظاهر أن "ما" في قوله "ما يمد" زائدة،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية