الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وبعد لام ألف إن رسما مؤخرا وقبل إن تقدما

      تعرض هنا إلى الحكم الثالث، والحكم الرابع من الأحكام الأربعة المتقدمة وهما: حكم الهمزة المتأخرة عن الألف المعانقة، وحكم الهمزة المتقدمة عنها، فأشار إلى الحكم الثالث بقوله: "وبعد لام ألف إن رسما مؤخرا"، ومعناه أن الهمز إن كان بعد لام ألف أي: في اللفظ، فإنك ترسمه مؤخرا أي: عن لام ألف على المذهبين، وذلك نحو "هؤلاء"، فإنك تجعل الهمزة صفراء في السطر بعد لام ألف، وتجعل المد على الألف على ما تقدم من الخلاف في أي طرف هو الألف، فقوله: "وبعد لام [ ص: 332 ] ألف" هو خبر ليكن محذوفة مع "إن" الشرطية لدلالة ما تقدم أي: وإن يكن ذا الهمز بعد لام ألف، و: "إن" في قوله: "إن رسما" زائدة بمعنى "قد"، وليست شرطية لاختلال المعنى، و: "رسم" جواب الشرط المقدر و: "مؤخرا" حال من ضمير "رسم"، والألف في "رسما" و: "تقدما" للإطلاق.

      ثم أشار إلى الحكم الرابع بقوله "وقبل أن تقدما"، أي: ورسم الهمز قبل لام ألف على المذهبين إن تقدم ذلك الهمز على الألف في اللفظ نحو: لآكلون فقوله: و: "وقبل" مضاف في الأصل إلى لام ألف، وهو معمول ل: "رسم" محذوف دل عليه الذي قبله، ومعمول "تقدم" محذوف تقديره على الألف، ولا يكون تقديره على لام ألف لفساد المعنى، وهذان الحكمان المذكوران في هذا البيت -وإن كانا من أحكام الهمزة في الحقيقة- لكنهما عدا من أحكام لام ألف لملاصقة الهمزة للام ألف،

      التالي السابق


      الخدمات العلمية