الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      تجارة أمانته منافع غشاوة شفاعة وواسع

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "تجارة"، و: "أمانته"، و: "منافع" و: "غشاوة" و: "شفاعة" و: "واسع".

      أما "تجارة" ففي "البقرة": فما ربحت تجارتهم ، إلا أن تكون تجارة حاضرة ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع كما مثل، ونحو: قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة .

      وأما "أمانته" ففي "البقرة": فليؤد الذي اؤتمن أمانته ، ولا يندرج في "أمانته" غير المضاف نحو: إنا عرضنا الأمانة وألفه ثابتة.

      وأما "منافع" ففي "البقرة": ومنافع للناس ، وهو متعدد فيما بعدها.

      وأما غشاوة ففي البقرة: وعلى أبصارهم غشاوة وفي الجاثية: وجعل على بصره غشاوة وقد قرأ حمزة والكسائي هذا الأخير بفتح الغين وسكون الشين بدون ألف.

      وأما "شفاعة" ففي "البقرة": ولا يقبل منها شفاعة ولا تنفعها شفاعة ، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: ولا تنفع الشفاعة عنده ، و: لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون .

      وأما "واسع" ففي البقرة: إن الله واسع عليم ، وهو متعدد فيما بعدها ولا يندرج "واسعة" في "واسع"، لذا نص عليه في الترجمة التي بعد هذه، والعمل على الحذف في هذه الألفاظ الستة حيث وقعت.

      وألفاظ البيت الستة معطوفة بالرفع على ضمير [ ص: 67 ] وارد في البيت قبل هذا بحذف العاطف إلا من الأخير، وسكن هاء "أمانته" إجراء للوصل مجرى الوقف للوزن.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية