الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وفي الأخير الحذف من نداء رجح عنهما ونحو ماء

      تكلم في هذا البيت على الاسم الذي في آخره ألف مبدلة من تنوين النصب إذا كان قبلها همزة، وقبل الهمزة ألف نحو: "نداء"، و: "ماء"، و: "بناء"، و: "حياء"، و: "مراء"، و: "مكاء"، و: "غثاء"، و: "افتراء"، عند الوقف عليها، فأخبر عن الشيخين: يرجحان حذف الألف الأخير من ذلك، وهو الألف المبدل من التنوين يعني على حذف الألف الأول والمرجوح عكسه؛ وذلك أن هذا النوع كتب في المصاحف بألف واحدة؛ لئلا يجتمع في الكلمة ألفان ولم تصور همزته فاحتمل أن تكون الألف المحذوفة هي الأولى، فتكون المرسومة ألف النصب، وأن تكون المحذوفة هي الثانية، وهي ألف النصب، وهو الراجح عند الشيخين وعليه العمل.

      ووجه رجحانه أن ألف النصب لما وقعت في الطرف الذي هو موضع الحذف والتغيير كانت بالحذف أولى من الذي في وسط الكلمة.

      وخرج بقوله: "من نداء"، ونحو: "ماء" الاسم المنصوب غير المنون نحو: والسماء بنيناها ، والاسم المنون غير المنصوب، نحو: وفي ذلكم بلاء من ماء دافق ; لأن [ ص: 70 ] الألفين اللذين هما محل الخلاف لا يتصوران إلا مع النصب والتنوين.

      وقوله: "رجح" يجوز فيه تخفيف الجيم مع فتحها على أنه مبني للفاعل بمعنى "قوي"، ويجوز تشديدها مع الكسر على أنه مبني للنائب، وقوله: "ونحو" بالجزء عطف على "نداء".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية