الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      ربائب كفارة يواري ميراث الأنعام مع أواري

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "ربائب"، و: "كفارة"، و: "يواري"، و: "ميراث" و: "الأنعام"، و: "أواري".

      أما "ربائب" ففي "النساء": وربائبكم اللاتي في حجوركم لا غيره.

      وأما "كفارة"، فنحو: فكفارته إطعام عشرة مساكين ذلك كفارة أيمانكم ، أو كفارة طعام مساكين في "العقود"، وكان من حق الناظم أن يستثني لأبي داود: فهو كفارة له الواقع أولا في "العقود"; لأن أبا داود ذكر ألفاظ: "كفارة"، كلها وسكت عنه، وقد أطلق صاحب "المنصف" [ ص: 96 ] الحذف في لفظ: "كفارة" كالناظم هنا، وفي "عمدة البيان".

      وأما "يواري" ففي "العقود": ليريه كيف يواري سوءة أخيه ، وفي "الأعراف": يواري سوآتكم وريشا .

      وأما "ميراث" ففي "آل عمران": ولله ميراث السماوات والأرض ، ومثله في "الحديد" .

      وأما "الأنعام" فنحو: فليبتكن آذان الأنعام وقالوا هذه أنعام متاعا لكم ولأنعامكم ، هو متعدد ومنوع كما مثل.

      وأما "أواري" ففي "العقود": فأواري سوءة أخي ، والعمل عندنا على الحذف في جميع هذه الألفاظ المذكورة في هذا البيت حيث وقعت إلا "كفارة" من: فهو كفارة له في "العقود"، فالعمل عندنا على ثبته.

      وسكت الناظم عن لفظ "أرحام" من قوله تعالى: أرحام الأنثيين في "الأنعام"، ومن قوله تعالى: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في الأنفال; لأن أبا داود ضعف فيهما الحذف كما قيل، واختار الإثبات وعلى ما اختاره العمل عندنا.

      وأما غير هذين من لفظ: "أرحام" فهو ثابت باتفاق نحو: واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام في "النساء" وما تغيض الأرحام وما تزداد في الرعد، ويعلم ما في الأرحام في "لقمان".

      وقوله: "ربائب"، والألفاظ الأربعة بعده عطف على "فرادى" في البيت السابق بحذف العاطف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية