الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      [ ص: 97 ]

      ثم أحباؤه ثم عاقبه وأتحاجوني كذا وصاحبه

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أحباؤه"، و: "عاقبة"، و: "وأتحاجوني" و: "صاحبة".

      أما أحباؤه ففي العقود: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه لا غير.

      وأما "عاقبة" فنحو: من تكون له عاقبة الدار في "الأنعام"، ومثله في "القصص": والعاقبة للتقوى في "طه".

      فكان عاقبتهما أنهما في النار في "الحشر"، وهو متعدد ومنوع كما مثل.

      وأما "أتحاجوني" ففي "الأنعام": قال أتحاجوني في الله وقد هداني لا غير، وبقي على الناظم من هذه المادة "حاججتم". في آل عمران فإن أبا داود ذكره بحذف الألف وبه العمل. وأما: "صاحبة" ففي سورة "الأنعام" في قوله تعالى: ولم تكن له صاحبة وقد تعدد منكرا في "الجن" ومعرفا بالإضافة في "المعارج" و"عبس" والعمل عندنا على ما لأبي داود من الحذف في هذه الألفاظ الأربعة حيث وقعت.

      وقوله: "ثم أحباؤه ثم عاقبه" عطف على "الموالي"، وقد جمع في "أتحاجوني" بين ساكنين، وهو لا يجوز في حشو الرجز، لكن سوغه هنا المحافظة على إقامة لفظ القرآن الكريم. قال بعضهم: اجتمع ضرران فارتكب أخفهما.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية