الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      جهالة مع الفواحش وفي حرفي الإبكار وقل في المنصف


      عداوة وغير الأولى وارد     لابن نجاح ومعا مقاعد

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "جهالة"، و: "الفواحش"، وكلمتي "الإبكار".

      أما "جهالة" ففي "النساء": إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة .

      وفي "الأنعام": أنه من عمل منكم سوءا بجهالة .

      وبقي على الناظم من هذه المادة "الجاهلية" في "آل عمران": يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ، وتعدد في "العقود"، و: "الأحزاب"، و: "الفتح"، وقد ذكر في التنزيل الأول والثالث بالحذف وسكت عن الثاني والرابع، وقد أطلق الناظم في "عمدة البيان" حذف "الجاهلية" كصاحب المنصف، والعمل عندنا على حذفه مطلقا.

      وأما "الفواحش" ففي "الأنعام": ولا تقربوا الفواحش .

      وفي "الأعراف": قل إنما حرم ربي الفواحش وهو متعدد.

      وأما كلمتا "الإبكار" ففي "آل عمران": وسبح بالعشي والإبكار .

      وفي "غافر": وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ، والعمل عندنا على ما لأبي داود من [ ص: 98 ] الحذف في لفظي "الجهالة"، و: "الفواحش"، و: "كلمتي الإبكار".

      ثم أمر الناظم بالإخبار عن صاحب "المنصف" بحذف ألف: "عداوة" مطلقا وعن ابن نجاح، وهو أبو داود بحذف ألف ما عدا الكلمة الأولى من "عداوة"، وبحذف ألف "مقاعد" معا.

      أما "عداوة" الأولى المختص بحذفها صاحب المنصف ففي "المائدة": فأغرينا بينهم العداوة .

      وأما غير الأولى ففيها أيضا: وألقينا بينهم العداوة لتجدن أشد الناس عداوة ، وهو متعدد ومنوع كما مثل.

      وأما "مقاعد" معا ففي "آل عمران": تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال .

      وفي "الجن": وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ، والعمل عندنا على الحذف في: "عداوة"، مطلقا، وفي "مقاعد" في الموضعين.

      وقوله: "جهالة" عطف على "أتحاجوني"، وقوله: وفي "حرفي الإبكار" متعلق بفعل محذوف تقديره حذفت، وأطلق الحرف على الكلمة تسمية للكل باسم جزئه.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية