الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      كذا تعالى عاقدت والخلف لدى أريت وأريتم عرف

      أخبر عن شيوخ النقل كلهم حسبما اقتضاه التشبيه بحذف ألف "تعالى" يعني الأولى، وألف: "عاقدت"، وبالخلاف بين المصاحف في حذف ألف: "أرأيت"، وأرأيتم".

      أما "تعالى" ففي "الأنعام": سبحانه وتعالى عما يصفون .

      وفي "النحل": سبحانه وتعالى عما يشركون [ ص: 99 ] وهو متعدد، ولا يخفى أنه لا يندرج فيه: "تعالوا"، ولا "تعالين"، وألفهما ثابتة.

      وأما "عاقدت" ففي "النساء": والذين عقدت أيمانكم ، وقد قرأه الكوفيون بحذف الألف.

      وأما "أرأيت" ففي "الأنعام": قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله ، في موضعين.

      وفي "الإسراء": أرأيتك هذا الذي كرمت علي ، 6.

      وفي "العلق": أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان .

      وفي "طه": أفرأيت الذي كفر بآياتنا ، وهو متعدد ومنوع، كما مثل، واندرج في: "أرأيت"، "أرأيتك"، و: "أرأيتكم"، و: "أفرأيت"، لما تقدم في اصطلاحه.

      وأما "أرأيتم" ففي "الأنعام": قل أرأيتم إن أخذ الله .

      وفي "النجم": أفرأيتم اللات والعزى ، وهو متعدد ومنوع كما مثل، واندرج في: "أرأيتم"، "أفرأيتم"، لما ذكرنا، وإنما ذكر الناظم: "أرأيتم" مع "أرأيت" لمخالفته له بضم التاء واحترز ب: "أرأيت"، و: "أرأيتم" المجاور كل منهما لهمزة الاستفهام عن الخالي عنها نحو: وإذا رأيت ، وقد قرأ نافع: "أرأيت"، و: "أرأيتم"، وما اندرج فيما بتسهيل الهمزة المتوسطة بين بين.

      وروي عن ورش أيضا إبدالها ألفا، وقرأ الكسائي بحذفها، والباقون من السبعة بتحقيقها، وكلام الناظم على حذف الألف في: "أرأيت" و: "أريتم"، إنما هو باعتبار قراءتهما بألف بين الراء والياء، وهي إحدى الروايتين المتقدمتين عن ورش، ويلزم من حذف الألف في هذه الرواية عنه حذف صورة الهمزة في الرواية الأخرى عنه، وفي رواية من همز وجها واحدا: كقالون ضرورة أن الألف عند من قرأ بها مبدلة من الهمزة فيلزم من حذف الألف لمن أبدل حذف صورة الهمزة لغيره، والعمل عندنا على حذف ألف: أرأيت، وأرأيتم، وما اندرج فيهما في جميع القرآن.

      واسم الإشارة في قوله: "كذا" يعود على "هم على آثارهم" في البيت قبل، وهو المشبه به، وقوله: "لدى" بمعنى "في"، وأتى: ب: "أرأيت" و: "أرأيتم"، من غير ألف بين الراء والياء على قراءة الكسائي لعدم اجتماع الساكنين في حشو الرجز، وقوله: "عرف" بضم العين مصدر بمعنى معروف خبر عن الخلف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية