الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ ص: 84 ] 9 - باب الهمزتين من كلمة


1 - وتسهيل أخرى همزتين بكلمة سما وبذات الفتح خلف لتجملا      2 - وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت
لورش وفي بغداد يروى مسهلا



ذكر في هذا الباب حكم الهمزتين المجتمعتين في كلمة واحدة، والأولى منهما لا بد أن تكون مفتوحة، وأما الثانية فتكون مفتوحة ومكسورة ومضمومة، والتسهيل في لسان القراء له معنيان: الأول: مطلق التغيير فيشمل التسهيل بين بين، والإبدال والحذف، والمراد به هنا: بين بين، ومعناه: أن ينطق بالهمزة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها، فينطق بالمفتوحة بينها وبين الألف، وبالمكسورة بينها وبين الياء، وبالمضمومة بينها وبين الواو، وأخرى الهمزتين، هي الهمزة الأخيرة أي المتأخرة منهما وهي الثانية، وقد أخبر الناظم أن تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة هو قراءة المشار إليهم بسما، وهم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، سواء كانت الثانية مفتوحة نحو: أأنذرتهم ، أأنت، أألد، أم كانت مكسورة نحو: أإذا، أإنا، أإنك، أم مضمومة نحو: أأنزل عليه الذكر ، أألقي الذكر عليه ، أأنبئكم ، والذي دلنا على أن هذا الحكم شامل للأنواع الثلاثة هو إطلاق الناظم. ثم ذكر أن الهمزة الثانية ذات الفتح أي المفتوحة فيها خلف لهشام، فله فيها وجهان:

التسهيل والتحقيق، ثم بين أن الرواة عن ورش اختلفوا في كيفية تغيير الهمزة الثانية إذا كانت مفتوحة، فروى المصريون عنه إبدالها ألفا، وروى البغداديون عنه تسهيلها بين بين كالمكسورة والمضمومة، فيكون لورش في المكسورة والمضمومة وجه واحد وهو التسهيل بين بين، وفي المفتوحة وجهان: الإبدال ألفا، والتسهيل على وجه الإبدال، فإن كان بعد الهمزة المبدلة ساكن نحو: أأنذرتهم ، أأشفقتم . فلا بد من مد الألف المبدلة من الهمزة مدا مشبعا بمقدار ست حركات لأنها ساكنة، والسكون الذي بعدها لازم، فيكون مدها حينئذ من قبيل المد اللازم، وإن كان بعد الهمزة المبدلة حرف متحرك، وذلك في موضعين فقط. أألد وأنا عجوز في هود، أأمنتم من في السماء في الملك، مدت الألف المبدلة من الهمزة [ ص: 85 ] مدا أصليا بمقدار حركتين، ولا يصح أن يجعل مدها من قبيل مد البدل نظرا لعروض حرف المد بسبب الإبدال. هذا وقد منع العلماء وجه الإبدال لورش عند الوقف على (أأنت)، (أرأيت) .

وأوجبوا التسهيل وعللوا منع الإبدال بأنه يترتب عليه اجتماع ثلاث سواكن متوالية ليس فيها مدغم (كصواف)، وقالوا: إن مثل ذلك غير موجود في كلام العرب، ونقل بعضهم عن الإمام الداني جواز الوقف بالإبدال على (أرأيت)، فحسب. قالوا: وإذا وقفت بالإبدال على (أرأيت) تبعا للداني وجب عليك توسيط الياء، لأن اللين يضعف فيه الطول انتهى.

فتعين لباقي القراء تحقيق الهمزة الثانية سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة.


3 - وحققها في فصلت صحبة ءأع     جمي والأولى اسقطن لتسهلا



أخبر أن كلمة ءأعجمي في سورة فصلت حقق همزتها الثانية صحبة، وهم شعبة، وحمزة، والكسائي، فقرءوا بهمزتين محققتين، وقرأ هشام بإسقاط همزتها الأولى، وتحقيق الثانية، فتكون قراءة الباقين بتحقيق الأولى، وتسهيل الثانية بين بين.


4 - وهمزة أذهبتم في الأحقاف شفعت     بأخرى كما دامت وصالا موصلا
5 - وفي نون أن كان شفع حمزة     وشعبة أيضا والدمشقي مسهلا
6 - وفي آل عمران عن ابن كثيرهم     يشفع أن يؤتى إلى ما تسهلا



أخبر أن همزة أذهبتم طيباتكم في سورة الأحقاف (شفعت) أي: قرنت بزيادة همزة أخرى قبلها فصارت بسبب زيادة هذه الهمزة شفعا أي: زوجا، وذلك للمرموز لهما بالكاف والدال وهما: ابن عامر، وابن كثير، وكل واحد منهما على أصله، فابن كثير يسهل الثانية من غير إدخال، وابن ذكوان يحققها من غير إدخال، وهشام له فيها التسهيل والتحقيق، وكل منهما مع الإدخال. وقرأ الباقون بهمزة واحدة محققة وقوله: (وصالا موصلا). أي منقولا يوصله بعض القراء إلى بعض. ثم أخبر أن حمزة، وشعبة، وابن عامر الدمشقي قرءوا بتشفيع همزة أن كان ذا مال وبنين ، في سورة ن والقلم أي بزيادة همزة أخرى قبلها مع تسهيل الهمزة الثانية للدمشقي، فتكون قراءة حمزة وشعبة [ ص: 86 ] بتحقيق الهمزتين من غير مد بينهما، وقراءة ابن ذكوان بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بلا إدخال، وقراءة هشام بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية مع الإدخال، فتعين للباقين القراءة بهمزة واحدة ثم بين أن همزة " أن يؤتى " في قوله تعالى في آل عمران: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم تقرأ بالتشفيع، وقد عرفت معناه لابن كثير، وهو على أصله من تحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال، وقرأ الباقون بهمزة واحدة والتقييد بآل عمران، لإخراج أن يؤتى صحفا منشرة بالمدثر، فهو بهمزة واحدة للجميع، وقوله: (إلى ما تسهلا) متعلق بمحذوف حال من لفظ (أن) أي: حال كونه مضموما إلى ما تسهل عنده من الهمزات.


7 - وطه وفي الأعراف والشعرا بها     ءآمنتم للكل ثالثا أبدلا
8 - وحقق ثان صحبة ولقنبل     بإسقاطه الأولى بطه تقبلا
9 - وفي كلها حفص وأبدل قنبل     في الاعراف منها الواو والملك موصلا



وقعت كلمة (آمنتم) في ثلاث سور، الأعراف، طه، الشعراء، وأصل هذه الكلمة (آمنتم)، بثلاث همزات: الأولى والثانية مفتوحتان، والثالثة ساكنة وقد أمر الناظم بإبدال الثالثة حرف مد من جنس حركة ما قبلها فتبدل ألفا، وهذا الحكم لجميع القراء كما هو مقتضى الإطلاق، ثم أخبر بأن (صحبة) وهم: شعبة، والكسائي، وحمزة حققوا الهمزة الثانية في المواضع الثلاثة، فتكون قراءة الباقين بتسهيلها بين بين إلا قنبلا في طه وحفصا في المواضع الثلاثة كما سيأتي، فأما قنبل فأسقط الهمزة الأولى في موضع طه فيقرأ فيه بهمزة واحدة محققة، ويقرأ في موضعي الأعراف، والشعراء بإثبات الأولى وتسهيل الثانية، كقراءة نافع، ومن معه في المواضع الثلاثة، وأما حفص: فأسقط الهمزة الأولى في السور الثلاثة، فيقرأ بهمزة واحدة محققة في الجميع، وقرأ قنبل بإبدال الهمزة الأولى واوا في قال فرعون آمنتم به ، في الأعراف، وإليه النشور و أأمنتم في الملك مع تسهيل الهمزة الثانية بين بين في الموضعين، وهو لا يبدل الهمزة الأولى واوا في الموضعين إلا في حال الوصل بدليل قوله: (موصلا) فإذا وقف على [ ص: 87 ] فرعون، وابتدأ بقوله: (آمنتم). أو وقف على النشور، وابتدأ بقوله: (أأمنتم)، حقق الهمزة الأولى. وينبغي أن يعلم أن ورشا ليس له في الهمزة الثانية من (أأمنتم) في المواضع الثلاثة إلا التسهيل مع القصر، والتوسط، والمد، وليس له الإبدال لأنه لو أبدل لاجتمع ألفان، الألف المبدلة من الهمزة الثانية المفتوحة، والألف المبدلة من الهمزة الثالثة الساكنة، ويتعذر النطق بالألفين معا، فتحذف إحداهما فحينئذ يصير النطق بهمزة واحدة بعدها ألف، فتكون قراءته كقراءة حفص. فيلتبس الاستفهام بالخبر، فمحافظة على لفظ الاستفهام وخوفا من الالتباس منع وجه الإبدال.


10 - وإن همز وصل بين لام مسكن     وهمزة الاستفهام فامدده مبدلا
11 - فللكل ذا أولى ويقصره الذي     يسهل عن كل كالآن مثلا
12 - ولا مد بين الهمزتين هنا ولا     بحيث ثلاث يتفقن تنزلا



هذا بيان لحكم همزة الوصل إذا وقعت بين لام التعريف الساكنة وهمزة الاستفهام، وقد وقع ذلك في ثلاث كلمات في ستة مواضع: " آلذكرين " في موضعين بالأنعام، " آلآن " في موضعين بيونس، آلله أذن لكم ، آلله خير أما يشركون في النمل، وقد اتفق أهل الأداء على تغيير همزة الوصل في هذه المواضع، ولكنهم اختلفوا في كيفية هذا التغيير، فمنهم من أبدلها حرف مد ألفا مع المد المشبع للفصل بين الساكنين، إلا إذا عرض تحرك الساكن وهو اللام في " آلآن " موضعي يونس في قراءة نافع بنقل حركة الهمزة التي بعدها إليها، فيجوز حينئذ المد المشبع نظرا للأصل، ويجوز القصر نظرا للحركة العارضة، ومنهم من سهلها بين بين وهذان الوجهان جائزان لكل القراء، وإن وجه الإبدال أولى وأرجح من وجه التسهيل. وهناك موضع سابع: وهو لفظ السحر في قوله تعالى في يونس: ما جئتم به السحر ، فأبو عمرو يقرؤه بزيادة همزة استفهام قبل همزة الوصل، فيجري فيه الوجهان السابقان وهما: إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع وتسهيلها بين بين، فقول الناظم: (وإن همز وصل) إلخ. معناه: وإن وقع همز وصل بين لام التعريف الساكنة وبين همزة الاستفهام، [ ص: 88 ] وقوله: (فامدده مبدلا) أي: امدد همز الوصل مدا مشبعا في حال كونك مبدلا له حرف مد ألفا، وجنح بعض شراح هذه القصيدة إلى أن ذلك من باب القلب، والأصل: فأبدله مادا، أي: أبدل همز الوصل ألفا حال كونك مادا له مدا مشبعا، وقوله: (فللكل ذا أولى) معناه: أن هذا الوجه وهو الإبدال مع المد أولى لكل القراء من الوجه الآخر، وهو التسهيل، ومعنى قوله: (ويقصره الذي يسهل عن كل) أن كل من أخذ بوجه التسهيل عن كل القراء السبعة يقصر همزة الوصل ولا يمدها لأنها في حكم المحققة، وهي لا تمد. وقوله: (ولا مد بين الهمزتين هنا) معناه: أنه يمتنع إدخال ألف الفصل بين الهمزتين حال التسهيل في الكلمات السابقة، فمن مذهبه الإدخال بين الهمزتين لا يدخل في هذه الكلمات. وقوله: (ولا بحيث ثلاث) معناه: أنه يمتنع إدخال الفصل في كل كلمة يجتمع فيها ثلاث همزات، وذلك في لفظ (آمنتم) في سوره الثلاث، وفي لفظ (آلهتنا) في الزخرف، فمن مذهبه الإدخال لا يدخل في هذين اللفظين.


13 - وأضرب جمع الهمزتين ثلاثة     ءأنذرتهم أم لم أئنا أءنزلا



(الأضرب) جمع وهو النوع، يعني أن اجتماع الهمزتين في كلمة واحدة يكون في القرآن على ثلاثة أنواع: الأول: أن تكون الهمزتان مفتوحتين نحو أأنذرتهم ، أأسلمتم ، أأمنتم من في السماء ، الثاني: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة نحو (أإنكم)، (أإنا)، (أئمة)، الثالثة: أن تكون الأولى مفتوحة والثانية مضمومة نحو أأنبئكم ، أأنزل عليه الذكر ، أألقي الذكر عليه ، فالهمزة الأولى في الأنواع الثلاثة مفتوحة، والثانية تكون مفتوحة ومكسورة ومضمومة.


14 - ومدك قبل الفتح والكسر حجة     بها لذ وقبل الكسر خلف له ولا
15 - وفي سبعة لا خلف عنه بمريم     وفي حرفي الأعراف والشعرا العلا
16 - أئنك أئفكا معا فوق صادها     وفي فصلت حرف وبالخلف سهلا



المراد بالمد هنا: إدخال ألف بين الهمزتين، وهذه الألف تسمى ألف الفصل، لأنها تفصل بين الهمزتين، ومقدارها حركتان. والمراد بالفتح والكسر الهمزة المفتوحة [ ص: 89 ] والمكسورة، يعني: أن إدخال ألف قبل الهمزة المفتوحة، وقبل الهمزة المكسورة قراءة المشار إليهم بالحاء، والباء، واللام، وهم: أبو عمرو، وقالون، وهشام. وقوله: (وقبل الكسر خلف له ولا) معناه أن في الإدخال قبل الهمزة المكسورة خلافا لهشام، فروي عنه الإدخال وتركه. وقوله: (وفي سبعة) إلخ، معناه: أنه لا خلاف عن هشام في الإدخال بين الهمزتين في سبعة مواضع، الموضع الأول: في مريم وهو: أإذا ما مت ، والثاني والثالث: في الأعراف: " أإنكم لتأتون " ، إن لنا لأجرا ، والرابع: في الشعراء: أإن لنا لأجرا والخامس: أإنك لمن المصدقين والسادس: أإفكا آلهة وكلاهما في الصافات، وهي السورة التي فوق ص، والسابع: أإنكم لتكفرون في فصلت. وقوله: (وبالخلف سهلا) يعني: ورد عن هشام في حرف فصلت وجهان: التسهيل، والتحقيق، وليس لهشام تسهيل في الهمزة المكسورة إلا في هذا الموضع.


17 - وآئمة بالخلف قد مد وحده     وسهل سما وصفا وفي النحو أبدلا



يعني أن لفظ (أئمة) حيث ورد في القرآن الكريم قد مد بين همزتيه هشام بخلف عنه، فله فيه المد وتركه مع التحقيق، فتكون قراءة الباقين بترك المد. وقوله: (وسهل سما وصفا) أمر بتسهيل الهمزة الثانية لنافع وابن كثير وأبي عمرو، فتعين للباقين القراءة بالتحقيق، وقد وقع هذا اللفظ في القرآن في خمسة مواضع: موضع في التوبة فقاتلوا أئمة الكفر ، وموضع في الأنبياء: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ، وموضعين في القصص: ونجعلهم أئمة ، وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ، وموضع في السجدة: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا .

وقوله: (وفي النحو أبدلا) بيان لمذهب بعض النحاة وهو إبدال الهمزة الثانية ياء محضة، وهذا الوجه وإن ورد عن أهل (سما) أيضا، ولكنه ليس من طريق كتابنا، فلا يلتفت إليه، ولا يقرأ به.

والخلاصة: أن أهل (سما) يقرءون بتسهيل الهمزة الثانية من غير إدخال لأحد منهم، وأن هشاما يقرأ بالتحقيق مع الإدخال وعدمه، وأن الباقين يقرءون بالتحقيق من غير إدخال.


18 - ومدك قبل الضم لبى حبيبه     بخلفهما برا وجاء ليفصلا



[ ص: 90 ]

19 - وفي آل عمران رووا لهشامهم     كحفص وفي الباقي كقالون واعتلى

يعني: ومدك قبل الهمزة المضمومة قراءة المشار إليهم باللام، والحاء، والباء، وهم: هشام، وأبو عمرو بخلف عنهما، فلهما المد وتركه، وقالون بلا خلف عنه، فتكون قراءة الباقين بترك المد، وقد وقعت الهمزة المضمومة من الهمزتين من كلمة في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، قل أأنبئكم بخير في آل عمران: أأنزل عليه الذكر في ص، أألقي الذكر عليه في القمر، ثم بين حكمة المد فقال: (وجاء المد) ليفصل أولى الهمزتين عن أخراهما. وقوله: (وفي آل عمران) إلخ بيان لمذهب بعض أهل الأداء عن هشام، وهو أنه يقرأ قل أأنبئكم في آل عمران بعدم الإدخال مع التحقيق كحفص، ويقرأ في أأنزل عليه الذكر في ص أألقي الذكر عليه في القمر بالإدخال مع التسهيل كقالون، فيتحصل من المذهب السابق، ومن هذا المذهب أن لهشام في قل أأنبئكم وجهين: التحقيق مع الإدخال وعدمه، وأن له في موضعي ص، والقمر ثلاثة أوجه: التحقيق مع الإدخال، وعدمه، والتسهيل مع الإدخال، ويؤخذ من هذا أن موضع آل عمران لا تسهيل له فيه على كلا المذهبين.

التالي السابق


الخدمات العلمية