الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
43 - باب فرش حروف سورة الحجر


1 - ورب خفيف إذ نمى سكرت دنا تنزل ضم التا لشعبة مثلا      2 - وبالنون فيها واكسر الزاي وانصب ال
ملائكة المرفوع عن شائد علا



قرأ نافع وعاصم: ربما يود الذين كفروا بتخفيف الباء، فتكون قراءة غيرهما بتشديدها، وقرأ ابن كثير سكرت أبصارنا بتخفيف الكاف، وأخذ التخفيف من العطف على المخفف، وقرأ غيره بتشديدها، وقرأ شعبة: " ما تنزل " بضم التاء، وقرأ حفص: ما ننزل الملائكة إلا بالحق بالنون المضمومة في مكان التاء وكسر الزاي ونصب رفع تاء الملائكة، وأخذ ضم النون من قوله (فيها) والضمير يعود على التاء أي: وبالنون في مكان التاء، وإذا وقعت النون في مكان التاء والتاء مضمومة فتكون النون مضمومة أيضا لأنها وقعت في مكان المضموم، فأخذت صفته، فتكون قراءة الباقين غير شعبة بالتاء المفتوحة وفتح الزاي ورفع تاء الملائكة، وأخذت التاء للباقين من قوله: (ضم التاء)، وقوله (بالنون فيها) إلخ، إذ يعلم من هذا وذاك أن القراءات في هذه الكلمة دائرة بين التاء والنون، وإذا لم يذكر الباقون مع القارئين بالنون فلا مناص أن تكون قراءتهم بالتاء. وأخذ فتح التاء لهم من الضد لأنه ذكر أن شعبة يقرأ بالضم، فتكون قراءة [ ص: 304 ] غيره بالفتح، وقرأ شعبة بضم التاء وفتح الزاي ورفع تاء (الملائكة)، وأخذت التاء المضمومة له من صريح قوله (ضم التا لشعبة)، وأخذ له فتح الزاي ورفع تاء (الملائكة) من ضد قراءة حفص ومن معه، كما أخذت قراءة الباقين من الضد أيضا.


3 - وثقل للمكي نون تبشرو     ن واكسره حرميا وما الحذف أولا



قرأ ابن كثير بتشديد نون: فبم تبشرون ، وقرأ هو ونافع بكسر النون، فتكون قراءة ابن كثير بكسر النون وتشديدها، وقراءة نافع بكسرها وتخفيفها، وقراءة الباقين بفتحها وتخفيفها، وقوله (وما الحذف أولا) معناه: أن الحذف في قراءة نافع لم يكن في النون الأولى التي هي علامة رفع الفعل بل كان في الثانية التي هي للوقاية، وكسرت نون الرفع في قراءة نافع لتدل على المحذوف التي هي نون الوقاية أو الياء.


4 - ويقنط معه يقنطون وتقنطوا     وهن بكسر النون رافقن حملا



قرأ الكسائي وأبو عمرو: ومن يقنط في هذه السورة، إذا هم يقنطون في الروم، لا تقنطوا من رحمة الله في الزمر. بكسر النون في الثلاثة، وقرأ الباقون بفتح النون فيها (وحملا) بضم الحاء وتشديد الميم جمع حامل، والمراد هنا ناقل القراءات.


5 - ومنجوهم خف وفي العنكبوت نن     جين شفا منجوك صحبته دلا



قرأ حمزة والكسائي: إنا لمنجوهم هنا بتخفيف الجيم المضمومة ويلزمه سكون النون، وقرآ أيضا: لننجينه في العنكبوت بتخفيف الجيم المكسورة ويلزمه كسر النون أيضا، وقرأ الباقون بتشديد الجيم مع فتح النون قبلها، وقرأ شعبة وحمزة والكسائي وابن كثير: إنا منجوك وأهلك في العنكبوت بتخفيف الجيم وسكون النون، وقرأ غيرهم بتشديد الجيم وفتح النون.


6 - قدرنا بها والنمل صف وعباد مع     بناتي وأني ثم إني فاعقلا



هذا معطوف على التخفيف السابق، يعني أن شعبة قرأ بتخفيف الدال في لفظ قدرنا في قوله تعالى هنا: إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين ، وفي قوله تعالى في سورة النمل إلا امرأته قدرناها من الغابرين . وقرأ الباقون بتشديدها.

وفي هذه السورة من [ ص: 305 ] ياءات الإضافة: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين ، وقل إني أنا النذير المبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية