الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وتكره ) القدوة ( بالتمتام ) وهو من يكرر التاء والقياس كما في الصحاح وغيره التأتأة ( والفأفاء ) وهو بهمزتين ومد في آخره من يكرر الفاء والوأواء وهو من يكرر الواو ، وكذا سائر الحروف لزيادته ، ونفرة الطبع عن سماعه ، ولا فرق بين أن يكون ذلك في الفاتحة أو غيرها ولا فاء فيها ، وجاز الاقتداء بهم مع زيادتهم ; لعذرهم فيها ( واللاحن ) لحنا غير مغير المعنى كفتح دال نعبد وكسر بائها ونونها [ ص: 172 ] لبقاء المعنى ، وإن كان المتعمد لذلك آثما ، وضم صاد الصراط وهمزة اهدنا ونحوه كاللحن الذي لا يغير المعنى ، وإن لم تسمه النحاة لحنا ( فإن ) لحن لحنا ( غير معنى ك أنعمت بضم أو كسر ) أو أبطله كالمستقين كما في المحرر وحذفه منه لفهمه بالأولى ، أو ; لأنه يدخل في الألثغ ، ومراده باللحن هنا ما يشمل الإبدال .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وتكره القدوة بالتمتام ) قال عميرة : قال الشافعي رضي الله عنه : الاختيار : أي الأولى في الإمام أن يكون فصيح اللسان حسن الثياب مرتلا للقرآن . انتهى سم على منهج . ( قوله : وهو من يكرر التاء ) هل ولو عمدا بناء على أن المكرر حرف قرآني لا كلام أجنبي أو لا ، أو يفصل بين كثرة المكرر وعدمها ؟ فيه نظر فليحرر . ا هـ سم على منهج .

                                                                                                                            أقول : الأقرب أنه لا فرق بين العمد وغيره لما علل به من أن المكرر حرف قرآني كثر أو قل ( قوله : لعذرهم فيها ) قضيته أنهم لو تعمدوا ذلك لم يصح الاقتداء بهم ، والأقرب خلافه لما مر من أن ما يكرره حرف قرآني ( قوله : واللاحن ) عميرة اللحن بالسكون الخطأ في الإعراب وبالفتح الفطنة ، ومنه قوله : { فلعل أحدكم ألحن بالحجة } . ا هـ سم على منهج . ووجه ذلك أنه مأخوذ من اللحن بالفتح ، [ ص: 172 ] ومعناه أشد لحنا من غيره . ( قوله : وضم صاد الصراط ) أي أو فتحها ( قوله : كالمستقين ) التمثيل به لا يظهر معناه نظرا إلى أن هذا المركب من الموصوف وصفته لفظ لا معنى له ، بخلاف { أنعمت عليهم } فإنه في نفسه له معنى لكنه غير مراد في الآية فلا يقال المستقين جمع مستقن .

                                                                                                                            فالحاصل فيه تغير المعنى لا إبطاله ، ويمكن أن يجاب بأن المراد إبطاله إزالة معناه الأصلي ، وإن حدث له معنى آخر فالمستقين بالنون وإن حصل له معنى آخر لكن بطل معه معنى المستقيم بالكلية ، بخلاف أنعمت بضم أو كسر فإن كون التاء ضميرا لم يزل عن الكلمة ، وإن تغير من خطاب المذكر إلى غيره فليتأمل .

                                                                                                                            [ فرع ] لو سهل همزة أنعمت أثم ، ولا تبطل الصلاة بها ; لأنه تغيير صفة ، بخلاف ما لو أسقط همزة أنعمت فإنه مبطل ; لأنه إسقاط حرف ، والتسهيل قرئ بنظيره في قوله تعالى { ولو شاء الله لأعنتكم } بتسهيل همزة أعنتكم غايته أن الصلاة مكروهة في تسهيل همزة أنعمت .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 172 ] قوله : كاللحن الذي لا يغير المعنى ) كذا في النسخ ، وفيه اتحاد المشبه والمشبه به ( قوله : وحذفه منه لفهمه بالأولى ) أي ولأنه ليس من اللحن حقيقة وإن كان مرادهم هنا ما هو أعم من الإبدال كما أشار إليه الشارح بعد . قال الأذرعي : وتجوز الرافعي وغيره فعدوا من اللحن المبطل للمعنى قوله : المستقين ، وليس بلحن بل إبدال حرف بحرف .




                                                                                                                            الخدمات العلمية