الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( والقائم بالقاعد والمضطجع ) والمستلقي ولو موميا كما صرح به المتولي ، ولأحدهم بالآخر كذلك لخبر البخاري عن عائشة رضي الله عنها { أنه صلى الله عليه وسلم صلى في مرض موته قاعدا وأبو بكر والناس قياما } قال البيهقي : وكان ذلك يوم السبت أو الأحد . وتوفي صلى الله عليه وسلم ضحوة يوم الاثنين فكان ناسخا لخبر الشيخين عن أبي هريرة وعائشة { إنما جعل الإمام ليؤتم به } إلى أن قال { ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون } لا يقال : لا يلزم من نسخ وجوب القعود وجوب القيام ; لأنا نقول : الأصل القيام ، وإنما وجب القعود لمتابعة الإمام فلما نسخ ذلك زال اعتبار متابعة الإمام فلزم وجوب القيام ; لأنه الأصل .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ولو موميا ) أي حيث علم بانتقالات الإمام ولو بطريق الكشف ; لأن المدار على علمه بذلك وهو موجود فيه ، وهذا بالنسبة له . أما بالنسبة لغيره كما لو كان رابطة فلا يعول على ذلك ; لأن مثل ذلك لا اعتبار به بالنسبة للأمور الشرعية ، وإنما اغتفر ذلك في حقه لعلمه بحقيقة الحال ، ومحل كون الخوارق لا يعتد بها قبل وقوعها ، أما بعد وقوعها فيعتد بها في حق من قامت به فمن ذهب من محل بعيد إلى عرفة وقت الوقوف بها وأدى أعمال الحج تم حجه ويسقط الفرض عنه ( قوله : كما صرح به المتولي ) اسمه عبد الرحمن بن مأمون ، قال ابن خلكان : ولم أقف على المعنى الذي لأجله سمي بالمتولي . ا هـ طبقات الإسنوي ( قوله : كذلك ) أي موميا ( قوله : لخبر البخاري ) زاد الدميري ومسلم أيضا ( قوله : وكان ذلك يوم السبت ) أي في صلاة الظهر . ا هـ دميري .




                                                                                                                            الخدمات العلمية