الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ومن ) ( قصد سفرا طويلا فسار ثم نوى ) وهو مستقل ماكث ( رجوعا ) عن مقصده إلى وطنه مطلقا أو غيره لغير حاجة ( انقطع ) سفره بمجرد نيته حيث كان نازلا لا سائرا لجهة مقصده ; لأن نية الإقامة مع السير غير مؤثرة فنية الرجوع معه كذلك ، ومتى قيل بانتهاء سفره امتنع قصره ما دام في ذلك المنزل كما جزموا به وما أفهمه كلام الحاوي الصغير ومن تبعه من أنه يقصر فغير معول عليه لمخالفته المنقول ( فإن سار ) لمقصده الأول أو غيره ولو لما خرج منه ( فسفر جديد ) فإن كان ما أمامه سفر قصر ترخص بمفارقة ما تشترط مفارقته وإلا فلا .

                                                                                                                            أما إذا نواه إلى غير وطنه لحاجة فلا ينتهي سفره بذلك ، وكنية الرجوع فيما ذكر التردد فيه كما في المجموع عن البغوي .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : مطلقا ) أي لحاجة أم لا .

                                                                                                                            ( قوله : لا سائرا لجهة مقصده ) مفهومه أنه إذا نوى الرجوع وهو سائر لغير مقصده الأول لا ينقطع ترخصه ، وسيأتي ما فيه في قوله فإن سار فسفر جديد .

                                                                                                                            ( قوله : التردد فيه ) أي وإن قل التردد



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 263 ] ( قوله : حيث كان نازلا ) لا حاجة إليه مع قوله ماكث وخرج بهما ما إذا كان سائرا إلى مقصده أو غيره ، فقوله : لا سائرا لجهة مقصده فيه قصور مع أنه مستغنى عنه بما يأتي في شرح قول المصنف فإن سار ، ولفظ ماكث ساقط في بعض النسخ .




                                                                                                                            الخدمات العلمية