الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( إن كان سفرا مباحا ) كسفر تجارة وشمل المكروه كما قاله الإسنوي كسفر منفرد ( وإن كان طاعة ) واجبا أو مندوبا كسفر حج وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم ( جاز ) قطعا ( قلت : الأصح ) وفي الروضة الأظهر ( أن الطاعة كالمباح ) فيحرم في الجديد ( والله أعلم ) إذ لم يرد في التفرقة نص صريح ، ويكره له السفر ليلة الجمعة كما نقله المحب الطبري في شرحه عن ابن أبي الصيف وارتضاه ، وذكر في الإحياء أن من سافر ليلة الجمعة دعا عليه ملكاه ( ومن لا جمعة عليهم ) وهم بالبلد ( تسن الجماعة في ظهرهم في الأصح ) لعموم الأدلة الطالبة للجماعة . والثاني لا لأن الجماعة في هذا اليوم شعار الجمعة ومحل الخلاف فيمن ببلد الجمعة ، فإن كانوا في غيره استحبت في ظهرهم إجماعا قاله في المجموع ( ويخفونها ) كأذانها ندبا ( إن خفي عذرهم ) كي لا يتهموا بالرغبة عن صلاة الإمام أو الجمعة . قال المتولي وغيره : ويكره لهم إظهارها . قال الأذرعي : وهو ظاهر إذا أقاموها بالمساجد ، فإن كان العذر ظاهرا لم يستحب الإخفاء لانتفاء التهمة بل يسن الإظهار .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : دعا عليه ملكاه ) قال حج بسند ضعيف جدا



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : وشمل المكروه ) أي بعد تأويله بالجائز .




                                                                                                                            الخدمات العلمية