الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وتلاوة القرآن في رمضان ) في كل مكان غير نحو الحش حتى الحمام والطريق إن لم يلته عنها بأن أمكنه تدبرها لخبر { إن جبريل كان يلقى النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن } وهي أن يقرأ على غيره ويقرأ غيره عليه والتلاوة في المصحف أفضل ، ويسن استقبال القبلة والجهر إن أمن الرياء ولم يشوش على نحو مصل أو نائم ( وأن يعتكف فيه ) أي في رمضان وأن يكثر من ذلك للاتباع .

                                                                                                                            رواه الشيخان : ولأنه أقرب لصون النفس عن ارتكاب ما لا يليق ( لا سيما ) بالتشديد والتخفيف ، وهي تدل على أن ما بعدها أولى ، بالحكم مما قبلها لا مستثنى بها ، والسي بالكسر والتشديد المثل وما موصولة أو زائدة ويجوز رفع ما بعدها على أنه خبر مبتدإ محذوف

                                                                                                                            [ ص: 184 ] ونصبه وجره وهو الأرجح على الإضافة ( في العشر الأواخر منه ) فهي أولى بذلك من غيره للاتباع ، { ولأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأخير أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر } ويسن أن يمكث معتكفا إلى صلاة العيد وأن يعتكف قبل دخول العشر ففيها لا في غيرها كما نقل الماوردي عليه اتفاق الفقهاء ليلة القدر وسيأتي الكلام عليها في أول الكتاب الآتي .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ويقرأ غيره ) أي ولو غير ما قرأه الأول ، فمنه ما يسمى بالمدارسة الآن وهي المعبر عنها في كلامهم بالإدارة ( قوله : والتلاوة ) أي وإن قوي حفظه لأنه يجمع فيه بين النظر في المصحف وبين القراءة .

                                                                                                                            وينبغي أن محله ما لم يذهب خشوعه وتدبره

                                                                                                                            [ ص: 184 ] بقراءته في المصحف وإلا فلا يكون أفضل ( قوله : ونصبه ) أي على أنه مفعول لفعل لمحذوف وهو صلة لما : أي لا سي الذي أعنيه أو أريده زيدا ( قوله : وشد المئزر ) كناية عن التهيؤ للعبادة والإقبال عليها بهمة ونشاط



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : وما موصولة أو زائدة ) أي أو نكرة موصوفة كما في كلام غيره ، وهو الذي ينزل عليه ما يأتي عن الشارح بقوله ويجوز رفع ما بعدها : أي بناء على أنها موصولة ، أو موصوفة ، وقوله ونصبه : أي بناء على أنها نكرة موصوفة [ ص: 184 ] قوله ( وجره ) أي بناء على أنها زائدة .

                                                                                                                            واعلم أن جميع ذلك في غير ما في عبارة المصنف أما فيها فظاهر أنه يتعين كون ما موصولة والجار والمجرور صلتها فلا محل له من الإعراب ، والتقدير لا مثل الاعتكاف الذي في العشر الأواخر .




                                                                                                                            الخدمات العلمية