الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويسن ) للأذان مؤذن ( صيت ) أي عالي الصوت { لقوله صلى الله عليه وسلم لرائي الأذان [ ص: 416 ] ألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك } رواه أبو داود وصححه ابن حبان ، والأندى هو الأبعد مدى ، لأن حكمة الأذان هي إبلاغ دخول الوقت وهو في الصيت أكثر ( حسن الصوت ) { لأنه صلى الله عليه وسلم اختار أبا محذورة لحسن صوته } ولأنه أرق لمسامعه فيكون ميلهم إلى الإجابة أكثر ( عدل ) أي عدل رواية بالنسبة لأصل السنة . وأما كمالها فيعتبر فيه كونه عدل شهادة ، وبه يجمع بين كلام الوالد رحمه الله تعالى في شرحه على الزبد وكلام شيخه في شرح منهجه لأنه أمين على الوقت ، فإن أذن الفاسق كره ، إذ لا يؤمن من أن يؤذن في غير الوقت ولا أن ينظر إلى العورات لكن يحصل بأذانه السنة وإن لم يقبل خبره

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : هو الأبعد مدى ) وقيل هو الأحسن صوتا ( قوله : في شرح منهجه ) أي حيث اعتبر كونه عدل شهادة ( قوله : لكن يحصل بأذانه ) أي الفاسق ، وقضية ما ذكر من التعليل أنه لو تحقق أن أذانه في الوقت ولم يترتب على أذانه نظر إلى العورات كأن أذن بأرض المسجد بعد علمنا بدخول الوقت لم يكره ، ولو قيل بالكراهة لم يبعد لأن الداعي للصلاة ينبغي أن يكون على أكمل حال




                                                                                                                            الخدمات العلمية