الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فائدة : ذهابه في طريق ورجوعه في أخرى : فعله النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم فقيل : فعل ذلك ليشهد له الطريقان ، وقيل : ليشهد له سكان الطريقين من الجن والإنس ، وقيل : ليتصدق على أهل الطريقين ، وقيل : له ليساوي بينهما في التبرك به ، وفي المسرة بمشاهدته ، والانتفاع بمسألته ، وقيل : ليغيظ المنافقين أو اليهود ، وقيل : لأن الطريق الذي يغدو منه كان أطول فيحصل كثرة الثواب بكثرة الخطى إلى الطاعة ، وقيل : لأن طريقه إلى المصلى كانت على اليمين فلو رجع لرجع إلى جهة الشمال ، وقيل : لإظهار شعار الإسلام فيهما ، وقيل : لإظهار ذكر الله ، وقيل : ليرهب المنافقين واليهود بكثرة من معه . ورجحه ابن بطال ، وقيل : حذرا من كيد الطائفتين أو إحداهما ، وقيل : ليزور أقاربه الأحياء والأموات ، وقيل : ليصل رحمه ، وقيل : ليتفاءل بتغيير الحال إلى المغفرة والرضا ، وقيل : كان في ذهابه يتصدق فإذا رجع لم يبق معه شيء فيرجع في طريق أخرى ، لئلا يرد من يسأله قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر : وهو ضعيف جدا .

[ ص: 424 ] وقيل : فعل ذلك لتخفيف الزحام ، وقيل : لأن الملائكة تقف على الطرقات فأراد أن يشهد له فريقان منهم ، وقال ابن أبي جمرة : هو في معنى قول يعقوب لبنيه { لا تدخلوا من باب واحد } فأشار إلى أنه فعل ذلك حذرا من إصابة العين ، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله إنه فعل ذلك لجميع ما ذكر من الأشياء المحتملة القريبة . انتهى .

قلت : فعلى الأقوال الثلاثة الأول : يخرج لنا فعل ذلك في جميع الصلوات الخمس ، وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على استحباب ذلك في الجمعة ، وهو الصحيح من المذهب ، وقيل : لا يستحب .

التالي السابق


الخدمات العلمية