الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن سقوا قبل خروجهم شكروا الله تعالى ) ، وتحرير المذهب في ذلك : أنهم إن كانوا لم يتأهبوا للخروج لم يصلوا ، وإن كانوا تأهبوا للخروج خرجوا وصلوا شكرا لله . وسألوه المزيد من فضله ، وهذا الصحيح من المذهب اختاره القاضي ، وابن عقيل وغيرهما وجزم به في المستوعب ، والتلخيص ، وغيرهما وقدمه في الفروع ، وقيل : يخرجون ويدعون ولا يصلون ، وهو ظاهر كلام الآمدي وقيل : يصلون ولا يخرجون ، وهو ظاهر ما في المذهب ، والمحرر ، فإنهما قالا : يصلون ، ولم يتعرضا للخروج . وقيل : لا يخرجون ولا يصلون اختاره المصنف وغيره قال في الرعاية الكبرى : فإن سقوا قبل خروجهم صلوا في الأصح ، وشكروا الله ، وسألوه المزيد من فضله ، وقيل : في خروجهم إلى الصلاة والدعاء ، أو الدعاء وحده : وجهان ، وقيل : شكرهم له بإدمان الصوم والصلاة والصدقة . انتهى . وإن كانوا تأهبوا للخروج وخرجوا وسقوا بعد خروجهم وقبل صلاتهم صلوا بلا خلاف أعلمه .

التالي السابق


الخدمات العلمية