الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( والبداءة بالمضمضة والاستنشاق ) الصحيح من المذهب : أن البداءة بهما قبل الوجه سنة ، وعليه الأصحاب . وقطع به أكثرهم . وقيل : يجب ، وهو احتمال في الرعاية وبعده ، ويأتي في باب الوضوء " هل يتمضمض ويستنشق بيمينه ؟ " .

[ ص: 132 ] فائدتان

إحداهما : يجب الترتيب والموالاة بين المضمضة والاستنشاق ، وبين سائر الأعضاء على الصحيح من المذهب ، وهو إحدى الروايات وقدمه في الفروع ، وابن تميم ، وهو ظاهر كلام الخرقي . قال في مجمع البحرين ، وابن عبيدان ، تبعا للمجد : والأقيس وجوب ترتيبهما ، كسائر أجزاء الوجه . وعنه : لا يجبان بينهم ، اختاره المجد . وقال في مجمع البحرين : لا يجب ذلك في أصح الروايتين ، نص عليه تصريحا . وفي رواية كثير من أصحابه . فعلى هذا لو تركهما حتى صلى ، أتى بهما . وأعاد الصلاة دون الوضوء ، نص عليه أحمد . ومبناه على أن وجوبهما بالسنة . والترتيب : إنما وجب بدلالة القرآن معتضدا بالسنة . ولم يوجد ذلك فيهما . وأطلقهما في المغني ، والشرح ، وابن عبيدان ، والزركشي . وعنه تجب الموالاة وحدها . الثانية : يستحب تقديم المضمضة على الاستنشاق ، على الصحيح من المذهب . وعليه الأصحاب . قال في مجمع البحرين : والواو في قوله " والاستنشاق " للترتيب ، كثم ، ووجه في الفروع وجوبه على قولنا : لم يدل القرآن عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية