الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 507 ] فوائد . الأولى : الواجب لحق لله تعالى ثوب واحد بلا نزاع ، فلو وصى بأقل منه لم تسمع وصيته ، وكذا لحق الرجل والمرأة ، على الصحيح من المذهب قدمه في الفروع ، وقال : اختاره جماعة قال الزركشي : هذا المشهور اختاره ابن عقيل وأبو محمد ، وقيل : ثلاثة . اختاره القاضي ، وحكى رواية . قال المجد : وهو ظاهر كلام الإمام أحمد ، وأطلقهما ابن تميم ، فلو أوصى أن يكفن بثوب واحد صح قال ابن تميم : قال بعض أصحابنا : وجها واحدا ، وقال في التلخيص : إذا قلنا يجب ثلاثة أثواب : لم تصح الوصية بأقل منها . انتهى . وقيل : يقدم الثلاثة على الإرث والوصية ، لا على الدين [ اختاره المجد في شرحه وجزم به أبو المعالي ، وابن تميم ، وأطلق في تقديمها على الدين ] وجهين وقال أبو المعالي : إن كفن من بيت المال ، فثوب واحد ، وفي الزائد للجمال وجهان ، وقيل : تجب ثلاثة للرجل ، وخمسة للمرأة . ويأتي ذلك عند قوله " والواجب من ذلك ثوب يستر جميعه " .

الثانية : يجب ملبوس مثله في الجمع والأعياد إذا لم يوص بدونه ، على الصحيح من المذهب قال في الفروع : ذكره غير واحد وجزم به المجد في شرحه ، وابن تميم ، وقال في الفصول : يكون بحسب حاله كنفقته في حياته .

الثالثة : الجديد أفضل من العتيق ، على الصحيح من المذهب نص عليه ، وعليه أكثر الأصحاب [ ما لم يوص بغيره ] ، وقيل : العتيق الذي ليس ببال أفضل ، قاله ابن عقيل وجزم به في الفصول وقيل لأحمد : يصلي فيه أو يحرم فيه ثم يغسله ويضعه لكفنه ؟ فرآه حسنا ، وعنه يعجبني جديد أو غسيل ، وكره لبسه حتى يدنسه ، وقال المصنف في المغني : جرت العادة بتحسينه ولا يجب ، وكذا قال في الواضح وغيره : يستحب بما جرت به عادة الحيض .

التالي السابق


الخدمات العلمية