الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ولا يجزئه الذكر في الزكاة في غير هذا ، إلا ابن لبون مكان بنت مخاض إذا عدمها ) كما تقدم ، وهذا الصحيح من المذهب ، إلا ما استثنى ، على ما يأتي قريبا ، وعليه أكثر الأصحاب ، وقيل : يجزئ ذكر الغنم عن الإبل والغنم أيضا .

قوله ( إلا أن يكون النصاب كله ذكورا ، فيجزئ الذكر في الغنم ، وجها واحدا ) ، وهو الصحيح من المذهب ، وقطع به كثير من الأصحاب ، كالمصنف . [ ص: 59 ] وقيل : لا يجزئ ، فعليه : يجزئ أنثى بقيمة الذكر ، فيقوم النصاب من الأناثى ، وتقوم فريضته ، ويقوم نصاب الذكور وتؤخذ أنثى بقسطه .

قوله ( وفي الإبل والبقر في أحد الوجهين ) يعني يجزئ إخراج الذكر إذا كان النصاب كله ذكورا في الإبل والبقر في أحد الوجهين ، وهو الصحيح من المذهب ، صححه في النظم ، والمذهب ، والمغني ، والشرح ، والرعايتين ، وجزم به في الوجيز ، والعمدة ، وغيرهما ، وقدمه في الفروع ، والفائق ، وشرح ابن رزين ، وغيرهم ، والوجه الثاني : لا يجزئ فيها إلا أنثى ، فتقدم كما تقدم في نصاب ذكور الغنم على الوجه الثاني ، وأطلقهما في الهداية ، والمستوعب ، والتلخيص ، والحاويين ، وقيل : يجزئ عن البقر لا عن الإبل ; لئلا يجزئ ابن لبون عن خمس وعشرين وعن ستة وثلاثين ، فيساوي الفرضان ، وقيل : يجزئ ابن مخاض عن خمس وعشرين ، فيقوم الذكر مقام الأنثى التي في سنه كسائر النصب ، وحكاه ابن تميم عن القاضي ، وأنه أصح ، وقال القاضي : يخرج عن ست وثلاثين ابن لبون زائد القيمة على ابن مخاض بقدر ما بين النصابين ، وقال في المذهب : فإن كانت كلها ذكورا أجزأ إخراج الذكر في البقر ، قولا واحدا ، وفي الإبل والغنم وجهان ، كذا وجدته في نسختين ، القطع بالإجزاء في البقر ، وإطلاق الخلاف في الإبل والغنم ، ولم أر هذه الطريقة لغيره ، فلعله تصحيف من الكاتب .

التالي السابق


الخدمات العلمية