الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وكلما حاذى الحجر ، والركن اليماني : استلمهما ، أو أشار إليهما ) يعني استلمهما إن تيسر ، وإلا أشار إليهما . كلما حاذى الحجر استلمه بلا نزاع إن تيسر له وإلا أشار إليه . وكلما حاذى الركن اليماني استلمه أيضا على الصحيح من المذهب نص عليه .

وقال في الرعايتين ، والحاويين : يستلمهما كل مرة وقيل : اليماني فقط قلت : وهذا القول ضعيف جدا وقيل : يقبل يده أيضا كما قاله المصنف هنا في أول طوافه وقال الخرقي ، وابن أبي موسى : يقبل الركن اليماني كما تقدم عنهما قال في الرعاية الكبرى : فإن عسر قبل يده فإن عسر لمسه أشار إليه وقال : إن شاء أشار إليهما . قال في المستوعب ، وغيره : كلما حاذاهما فعل فيهما من الاستلام ، والتقبيل على ما ذكرناه أولا .

قوله ( ويقول كلما حاذى الحجر : الله أكبر ولا إله إلا الله ) هكذا قال جماعة من الأصحاب منهم : صاحب الهداية ، والمذهب ، والخلاصة ، والمحرر ، والشرح ، والنظم ، والحاويين ، والوجيز ، والفائق ، وغيرهم وقدمه في الرعايتين [ ص: 10 ] وقيل : يكبر فقط وهو المذهب نص عليه وقدمه في الفروع ونقل الأثرم : يكبر ويهلل ، ويرفع يديه وقال يقول " الله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله " قال في المستوعب ، والتلخيص ، وغيرهما : يقول عند الحجر ما تقدم ذكره في ابتداء أول الطواف وهو قول " بسم الله ، والله أكبر ، إيمانا بك إلى آخره "

تنبيه :

ظاهر قوله " ويقول كلما حاذى الحجر " أنه يقول ذلك في كل طوفة إلى فراغ الأسبوع وهو صحيح وهو المذهب نص عليه وهو ظاهر كلامه في الوجيز ، والشرح ، وغيرهما وقدمه في الفروع وقيل : يقول ذلك في أشواط الرمل فقط جزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والخلاصة ، والمحرر ، والرعاية الصغرى ، والحاويين وقدمه في الرعاية الكبرى .

قوله ( ويقول بين الركنين : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) وهو المذهب وجزم به في المغني ، والشرح ، والوجيز ، وغيرهم وقدمه في الفروع ، وغيره وقال في المحرر : يقول ذلك بين الركنين آخر طوفة وتبعه على ذلك في الرعايتين ، والحاويين ، والفائق ، والمنور وقال في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والتلخيص وغيرهم : يقول بعد الذكر ، عند محاذاة الحجر في بقية الرمل " اللهم اجعله حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا ، وذنبا مغفورا " ويقول في الأربعة " رب اغفر وارحم ، واعف وتجاوز عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " فلم يخصها بالدعاء بين الركنين [ ص: 11 ]

قوله ( وفي سائر الطواف " اللهم اجعله حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا ، وذنبا مغفورا رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم " ) وجزم به في الوجيز وقال في المحرر : يقول في بقية الرمل " اللهم اجعله حجا مبرورا ، وسعيا مشكورا ، وذنبا مغفورا " وفي الأربعة " رب اغفر وارحم ، وتجاوز عما تعلم ، وأنت الأعز الأكرم " وقاله في الرعايتين ، والحاويين والفائق .

وقال في الفروع : ويكثر في بقية رمله من الذكر والدعاء ومنه " رب اغفر وارحم ، واهد للطريق الأقوم " وتقدم ما قاله في الهداية وغيرها في بقية الرمل ، وفي الأربعة الأشواط الباقية وقال في المستوعب ، وغيره : يستحب أن يرفع يديه في الدعاء ، وأن يقف في كل شوط عند الملتزم ، والميزاب ، وعند كل ركن ، ويدعو وذكر أدعية تخص كل مكان من ذلك فليراجعه من أراده .

فائدة : تجوز القراءة للطائف نص عليه وتستحب أيضا ، وقاله الآجري وقدمه في الفروع ونقل أبو داود : أيهما أحب إليك ؟ قال : كل وعنه : تكره القراءة قال في الترغيب : لتغليط المصلين .

وقال الشيخ تقي الدين : ليس له القراءة إذا غلط المصلين وأطلقهما في المستوعب وقال أيضا : تستحب القراءة فيه ، لا الجهر بها .

وقال القاضي وغيره : ولأنه صلاة ، وفيها قراءة ودعاء فيجب كونها مثلها .

وقال الشيخ تقي الدين : جنس القراءة أفضل من الطواف .

قوله ( وليس في هذا الطواف رمل ولا اضطباع ) وهذا المذهب وعليه أكثر الأصحاب منهم المصنف ، والمجد ، والشارح وغيرهم وجزم به كثير منهم [ ص: 12 ] وقيل : من ترك الرمل والاضطباع في هذا الطواف أتى بهما في طواف الزيارة ، أو في غيره .

قال القاضي ، وصاحب التلخيص : لو ترك الرمل في القدوم أتى به في الزيارة ولو رمل في القدوم ، ولم يسع عقبه : إذا طاف للزيارة رمل ولم يذكر ابن الزاغوني في منسكه الرمل والاضطباع إلا في طواف الزيارة ونفاهما في طواف الوداع

التالي السابق


الخدمات العلمية