الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن كرر الظهار قبل التكفير : فكفارة واحدة ) ، هذا المذهب ، نقله الجماعة عن الإمام أحمد رحمه الله ، وعليه أكثر الأصحاب ، منهم : أبو بكر ، وابن حامد ، والقاضي ، قال الزركشي : هذا المشهور من الروايتين ، والمختار لعامة الأصحاب : القاضي والشريف ، وأبو الخطاب ، والشيرازي ، وابن البنا ، وغيرهم ، واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، وجزم به في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والوجيز ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، وغيرهم ، قال المصنف ، والشارح : هذا ظاهر المذهب ، وقدمه في المحرر ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وغيرهم ، وصححه في النظم ، وغيره ، [ ص: 207 ] وعنه : إن كرره في مجلس واحد : فكفارة واحدة ، وإن كرره في مجالس : فكفارات ، قال الزركشي : وحكى أبو محمد في المقنع رواية إن كرره في مجالس : فكفارات ، قال : ولا أظنه إلا وهما ، قلت : ليس الأمر كما قال ، فإن الشارح ذكرها ، وقال : وهو مذهب أصحاب الرأي ، وروي عن علي رضي الله عنه ، وعمرو بن دينار رحمه الله ، وذكرها في الرعايتين ، والحاوي ، والفروع ، وغيرهم ، وعنه : تتعدد الكفارة بتعدد الظهار ، ما لم ينو التأكيد ، أو الإفهام ، قال الزركشي : وأبو محمد في الكافي يحكي هذه الرواية : إن نوى الاستئناف تكررت ، وإلا لم تكرر ، وهو ظاهر كلام القاضي في روايتيه ، وليس بجيد ، فإن مأخذ هذه الرواية : في الرجل يحلف على شيء واحد أيمانا كثيرة ، فإن أراد تأكيد اليمين : فكفارة واحدة . انتهى . وعنه : تتعدد مطلقا .

التالي السابق


الخدمات العلمية