الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وتوبة المرتد : إسلامه وهو أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . إلا أن تكون ردته بإنكار فرض ، أو إحلال محرم ، أو جحد نبي ، أو كتاب ، أو انتقل إلى دين من [ ص: 336 ] يعتقد أن محمدا بعث إلى العرب خاصة . فلا يصح إسلامه حتى يقر بما جحده ، ويشهد أن محمدا بعث إلى العالمين ، أو يقول : أنا بريء من كل دين يخالف دين الإسلام ) . يعني : يأتي بذلك مع الإتيان بالشهادتين ، إذا كان ارتداده بهذه الصفة . وهذا المذهب ، جزم به في الوجيز ، وغيره ، وقدمه في الفروع . وعنه : يغني قوله " محمد رسول الله " عن كلمة التوحيد . وعنه : يغني ذلك عن مقر بالتوحيد ، اختاره المصنف قال في الفروع : ويتوجه احتمال : يكفي التوحيد ممن لا يقر به كالوثني . لظاهر الأخبار . ولخبر أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما ، وقتله الكافر الحربي ، بعد قوله " لا إله إلا الله " لأنه مصحوب بما يتوقف على الإسلام ، ومستلزم له . وذكر ابن هبيرة في الإفصاح : يكفي التوحيد مطلقا . ذكره في حديث جندب وأسامة ، قال فيه : { إن الإنسان إذا قال لا إله إلا الله عصم بها دمه } . ولو ظن السامع أنه قالها فرقا من السيف بعد أن يكون مطلقا .

التالي السابق


الخدمات العلمية