الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 138 ] تنبيه : مفهوم قوله ( وإن قهقه فبان حرفان فهو كالكلام ) أنه إذا لم يبن حرفان : أنه لا يضر ، وأن صلاته صحيحة ، وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب ، وهو أحد الوجهين ، أو الروايتين جزم به في الهداية ، وشرحها للمجد ، والحاوي الكبير ، والقاضي في المجرد ، والمستوعب وقدمه في الرعاية الكبرى ، وابن تميم وغيرهما ، وعنه أنه كالكلام ، ولو لم يبن حرفان اختاره الشيخ تقي الدين ، وقال : إنه الأظهر وجزم به في الكافي ، والمغني ، وقال : لا نعلم فيه خلافا وقدمه في الشرح ، وحكاه ابن هبيرة إجماعا ، وأطلقهما في الفروع ، والفائق قوله ( أو نفخ فبان حرفان فهو كالكلام ) ، وهذا المذهب ، وعليه الأصحاب واختار الشيخ تقي الدين : أن النفخ ليس كالكلام ، ولو بان حرفان فأكثر فلا تبطل الصلاة به ، وهو رواية عن الإمام أحمد .

تنبيه : مفهوم كلامه : أنه إذا لم يبن حرفان : أن صلاته صحيحة ، وهو المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب ، ونصروه وقدمه في الفروع ، وعنه أنه كالحرفين ، وأطلقهما ابن تميم ، وصاحب الفائق ، قوله ( أو انتحب ، فبان حرفان ) فهو كالكلام ، إلا ما كان من خشية الله تعالى فالصحيح من المذهب : أن صلاته لا تبطل ، وعليه جماهير الأصحاب وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمحرر ، والمجد في شرحه ، ومجمع البحرين ، والحاوي الكبير ، وإدراك الغاية ، والوجيز ، والمنور ، وغيرهم وقدمه في الفروع ، والرعايتين ، والحاوي الصغير ، وقيل : إن غلبه لم تبطل ، وإلا بطلت قال المصنف : وهو الأشبه بأصول أحمد ، وأطلقهما في الفائق ، وابن تميم .

.

التالي السابق


الخدمات العلمية