الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما الأكل فتحصل السنة في باقيه لا فيما فات ، وليقل : بسم الله أوله وآخره .

التالي السابق


( قوله : وأما الأكل إلخ ) أي إذا نسيها في ابتدائه . واعلم أن الزيلعي ذكر أنه لا تحصل السنة في الوضوء ، وقال بخلاف الأكل ; لأن الوضوء عمل واحد ، بخلاف الأكل ، فإن كل لقمة فعل مبتدأ . قال في البحر : ولهذا قال في الخانية : لو قال كلما أكلت اللحم فلله علي أن أتصدق بدرهم ، فعليه بكل لقمة درهم ; لأن كل لقمة أكل . ا هـ . وذكر في الفتح أن هذا التعليل يستلزم في الأكل تحصيل السنة في الباقي لا استدراك ما فات ، وقال شارح المنية : والأولى أنه استدراك لما فات لقوله صلى الله عليه وسلم " { إذا أكل أحدكم فنسي أن يذكر اسم الله على طعامه فليقل بسم الله أوله وآخره } رواه أبو داود والترمذي ، ولا حديث في الوضوء ا هـ أي فلو لم يكن فيه استدراك لما فات لم يكن لقوله أوله فائدة ، ولا يمكن الاستدراك في الوضوء بقوله { بسم الله أوله وآخره } لأن الحديث وارد في الأكل ولا حديث في الوضوء . وقد يقال : إذا حصل به الاستدراك في الأكل مع أنه أفعال متعددة يحصل في الوضوء بالأولى ، لأنه فعل واحد فيستفاد ذلك بدلالة النص لا بالقياس ، ويؤيده ما نقله العيني في شرح الهداية عن بعض العلماء أنه إذا سمى في أثناء الوضوء أجزأه ( قوله : وليقل بسم الله إلخ ) أي إذا أراد تحصيل السنة فيما فات ، وكان الأولى أن يقول : ما لم يقل . [ تتمة ]

ما ذكره المصنف من أن البداءة بالتسمية سنة هو مختار الطحاوي وكثير من المتأخرين . ورجح في الهداية ندبها ، قيل : وهو ظاهر الرواية نهر . وتعجب صاحب البحر من المحقق ابن الهمام حيث رجح هنا وجوبها ، ثم ذكر في باب شروط الصلاة أن الحق ما عليه علماؤنا من أنها مستحبة . كيف وقد قال الإمام أحمد : لا أعلم فيها [ ص: 110 ] حديثا ثابتا .




الخدمات العلمية