الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ويكره حرب ومرة وبرة ونافع ويسار وأفلح ونجيح وبركة ويعلى ومقبل ورافع ورباح ، قال القاضي : وكل اسم فيه تفخيم أو تعظيم ، واحتج بهذا على منع التسمي بالملك ، لقوله ( له الملك ) وأجاب بأن الله إنما ذكره إخبارا عن الغير وللتعريف ، فإنه كان معروفا عندهم به ; ولأن الملك من أسماء الله المختصة بخلاف حاكم الحكام وقاضي القضاة ، لعدم التوقيف ، وبخلاف الأوحد ; لأنه يكون في الخير والشر ; ولأن الملك هو المستحق للملك وحقيقته إما التصرف التام أو التصرف الدائم ولا يصحان إلا لله [ وفي الصحيحين بلفظه أو دلالة حال وأبي داود : { أخنع الأسماء يوم القيامة وأخبثها رجل كان يسمى ملك الأملاك ، لا مالك إلا الله } ] ولأحمد { اشتد غضب الله على رجل تسمى ملك . [ ص: 558 ] الأملاك ، لا ملك إلا الله } وأفتى أبو عبد الله الصيمري الحنفي وأبو الطيب الطبري والتميمي الحنبلي بالجواز ، والماوردي بعدمه ، وجزم به في شرح مسلم ، قال ابن الجوزي في تاريخه : قول الأكثر القياس إذا أريد ملوك الدنيا ، وقول الماوردي أولى ، للخبر ، وأنكر بعض الحنابلة على بعضهم الدعاء في الخطبة وقوله : الملك العادل بن أيوب ، واعتذر الحنبلي بقوله : ولدت في زمن الملك العادل .

                                                                                                          وقد قال الحاكم في تاريخه : الحديث الذي روته العامة { ولدت في زمن الملك العادل } باطل ، وليس له أصل بإسناد صحيح ولا سقيم .

                                                                                                          ولم يمنع جماعة التسمية بالملك ، وفي الغنية : يكره ما يوازي أسماء الله كملك الملوك ، وشاه شاه ; لأنه عادة الفرس ، . [ ص: 559 ] وما لا يليق إلا بالله ، كقدوس والبر وخالق ، ورحمن وحرمه غيره . .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية