الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          نقل جعفر فيمن جعل خانا في السبيل وبنى بجنبه مسجدا فضاق أيزاد منه في المسجد ؟ قال : لا . قيل : فإن ترك ليس ينزل فيه قد عطل ، قال : يترك على ما صير له ، ولا يجوز نقله [ ص: 630 ] مع إمكان عمارته دون الأولى بحسب النماء ، قاله في الفنون وإن جماعة أفتوا بخلافه وغلطهم ، وله بيع بعضها وصرفها في عمارته ، نص عليه . ومن وقف على ثغر فاحتل صرف في ثغر مثله ، ذكره الشيخ ، ونقل حرب فيمن وقف على قنطرة فانحرف الماء : يرصد لعله يرجع . وفي رفع مسجد أراد أكثر أهله رفعه وجعل تحت سفله سقاية وحانوتا وجهان ، وجوازه ظاهر كلامه ( م 15 )

                                                                                                          [ ص: 630 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 630 ] مسألة 15 ) قوله وفي رفع مسجد أراد أكثر أهله رفعه وجعل سفله سقاية وحانوتا وجهان ، وجوازه ظاهر كلامه ، انتهى

                                                                                                          ( أحدهما ) يجوز فعل ذلك ، وهو ظاهر كلام الإمام أحمد ، واختاره القاضي ، نقله الزركشي في الجهاد ، وقدمه في الرعاية فقال : فإن أراد أهل مسجد رفعه عن الأرض وجعل سفله سقاية وحوانيت روعي أكثرهم ، نص عليه ، انتهى . قال ابن نصر الله في حواشيه : وهو الصواب .

                                                                                                          ( والوجه الثاني ) لا يجوز فعل ذلك ، اختاره ابن حامد ، وأول كلام الإمام أحمد ، وصححه الشيخ الموفق والشارح ، قال في الرعاية الكبرى : وقيل : نص أحمد في مسجد أراد أهله إنشاء كذلك ، وهو أولى ، انتهى . فاختار تأويل كلام الإمام أحمد ، ورد بعض محققي الأصحاب هذا التأويل من وجوه كثيرة ، وهو كما قال




                                                                                                          الخدمات العلمية